كفى ضحكاً على عقول النّاس.. كفى تلاعباً بحياة المواطن وقوته.. كفى تلاعباً بسيكولوجية تفكيره.. لا تسوقونا كالنعاج..
انتظرنا ثمانية أشهر وأسبوعاً لتأليف الحكومة.. وأخيراً وُلِدَتْ بالمواصفات التي يريدها فريق أو أفرقاء (ما علينا) كما أردتم..
في جلسة إعطاء الثقة، ورغم أنّ الوزراء هم حسب كوتا المحاصصة السياسية.. والنوّاب كذلك.. رأينا مهزلة برلمانية.. وفجأة وبقدرة قادر، ورغم كل ما كتبناه عن الفساد المستشري والتلاعب بحياة المواطن.. فتحتم ملف الفساد.. ألستم جميعاً فاسدون دون استثناء؟
حتى تاريخه عقدت الحكومة ثلاث جلسات.. وتحاسبونها على الفساد «بأول دخولها أطفأتم شمعتها».. لماذا تريدون تعطيلها؟ تعوّدنا كشعب معدم على التعطيل..
سؤال وجيه أوجّهه إلى عموم الساسة بمناصبهم.. من أين اكتنزتم هذه الأموال المودعة في المصارف الخارجية؟ لا أعتقد بأنّها جاءتكم «بطاقية الإخفى».. ولا أعتقد أنّه رزق هبط عليكم عبر ملائكة الرحمان.. بل إنّه مال سحت استلبتمونه من قوتنا وصحّتنا وكهربائنا ومياهنا والضرائب التي لا تتناسب ومستويات الدخل..
الفساد ليس من سمة لبنان، وإنّما الفساد هو من سمات مستلبي المال العام، وحقوق اللبناني في الصحة والاقتصاد والخدمات..
أتركوا المواطن يتنفّس ولو إنّكم قطعتم عنه النفس.. هل تريدون ثمن الهواء الملوّث بوجودكم.. عودوا إلى ضمائركم جميعاً دون استثناء.. وكفّوا عنّا الجبايات وهدر المال العام من عموم المؤسّسات.. أو احرقوا البلد حتى لا نصبح بها أذلاء بوجودكم؟!