إما أن يُصيبك القرف واللعيان، وإما ان تشتهي طبقاً لن يكون بمقدورك دفع فاتورته، بجميع الاحوال انت فقط من سيأكل «الضرب» في النهاية، وهم سيأكلون ببلاش ويقبضون على «لعوستهم» بالفريش دولار.
أنها ظاهرة الـ «فود بلوغرز»، التي تجتاح منذ فترة منصات التواصل الاجتماعي في لبنان والعالم، ولكن تحديداً في لبنان وصلت هذه الظاهرة الى حد القرف، الجميع خبراء في الطعام، إلا ان غالبيتهم لم يمروا من امام مطبخ منزلهم حتى، هم فقط جائعون للشهرة والمال.
يجلسون في مطعم امام الكاميرا، ويبدأون بفتح أفواههم مع تنهيدات ونصائح فارغة، زوروا هذا المطعم او ذاك، وهم في الحقيقة يتسوّلون الطعام من السندويش حتى الوليمة والاطباق التي تُفرد أمامهم، يتحدّثون بمبالغة كبيرة عن الطعام الذي يتذوّقونه، فهو دائماً طيّب ولذيذ، ومقرمش و«أهم شي انو جوسي»، ولكن هم في الحقيقة مروجون لأطباق او سندويشات قد لا تكون على قدر عالٍ من التوقعات التي تكون قد حصلت عليها جراء نصائحهم او تعابير وجوههم التي تشعرك ان الطعام مميز.
كيف يمكن لشخص أن يعطي رأياً في طعام قُدّم له مجاناً، بالإضافة الى مبلغ من المال؟، أنت وحدك عزيزي المتابع من سيأكل «الضرب» في حال تبيّن أنّ الطعام لا يستحقّ المشوار، لتكون في النهاية فريسة لوسيلة رخيصة في التسويق، امتهنها منافقون عبر صفحات يدعون فيها صفة «فود بلوغر».
فيا ايها الطفيليون على مهنة تحتاج الى كثير من الذوق والخبرة كفوا عن الكذب والترويج الرخيص، فلا طعامكم سيشبعنا، ولا سماجتكم ستفيد المطاعم التي تستغلونها وتستغلكم للجذب بكاميرا ولايف على وسائل التواصل.