بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

14 كانون الأول 2018 12:03ص «فيس بوك».. أداة تأديب؟

حجم الخط
لا يخفى على أحد الدور الذي باتت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة السياسية، وفي تحريك الشارع ضد الأنظمة والحكومات. حصل ذلك غير مرّة. ما سُمّي «الربيع العربي» لم يشذّ عن هذه الحقيقة الساطعة. وها نحن اليوم، نشهد عليها مجدداً في فرنسا، من خلال احتجاجات «السترات الصفراء» العنيفة على أداء حكومة الرئيس الشاب ايمانويل ماكرون.
الفرنسيون يقولون بلسانهم وبلكنتهم الخاصة، أنّ الأمر قد بدأ على «فيس بوك» من خلال نشر «بوستات» غاضبة تدعو إلى النزول إلى الشارع، والتجّمع في أماكن محددة في العاصمة، ومن ثمّ التحضّر للاشتباك مع قوات الشرطة. بعد ذلك، تدحرج «الغضب الالكتروني» من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي، وتحديداً إلى الشارع الباريسي الفخم الذي تحوّل إلى ساحة معركة حقيقية بين المحتجّين والشرطة.
من يقف وراء «فيس بوك»؟ وهل تحوّل هذا الموقع وغيره إلى أداة سياسية تستخدمها دول معيّنة لتأديب دول أخرى؟ هل تمثّل مواقع التواصل الاجتماعي فعلا إرادة مستخدميها أم إرادة جماعات أخرى وراء البحار، تفرض هيمنتها على الشباب حول العالم، مستغلةً ظروفهم المعيشية، وحنقهم على تهميشهم المستمر من قبل الأنظمة.
كلنا سمعنا بحجم الاختراقات اليومية التي تعرضت لها تلك المواقع الالكترونية أو ما يسمّى بـ«القرصنة» وسرقة معلومات المشتركين فيها.
فالحرب الجديدة اليوم هي الحرب الالكترونية التي تدور رحاها اليوم في القرية الكونية الواحدة. وهي على عكس الحروب التقليدية السابقة، تبدأ من الداخل، قبل أن تأتي من الخارج، أي عن طريق الانقلابات والاحتجاجات الشبابية المبرمجة.
مخاطر «فيس بوك» ما زالت في أوّلها، والسنوات المقبلة ستكشف المزيد عنها. كل ما يمكن قوله اليوم: هو أن الثورات الحقيقية لا يمكن أن تكون افتراضية!

أخبار ذات صلة