بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 كانون الأول 2018 12:00ص كابوس عنيد!!

حجم الخط

هاتفها وكانت على خير ما يُرام.. تلعب وصغيرتها بالدمى المزركشة بالألوان.. وتتبادلان الضحكات الرنّانة على مسمع الفرح.. حتى اطمأن قلبه إلى أنّ مليكته وأميرة دنياه.. بألف صحة وخير من رب العالمين..
ولكن ما هي إلا دقائق معدودات.. لم تبلغ حتى منتصف الساعة من لفّة الزمان.. إذ بصوت أغلب الظن كان صوت الجارة.. يسأله إنْ كان بالإمكان الحضور إلى المنزل.. 
رسالة حجّرت الماء في مآقي العيون.. وأسرت الأحاسيس في جوف الظنون.. فرفع هاتفه ليطمئن ويزيح الحجر الجاثم على صدره.. وإذ بها فعلاً الجارة ترد على الهاتف.. وتبلغه بأنّ ملكة قلبه وعشيرة روحه.. وسيدة قفصه الذهبي في وضع صحي لا تُحسد عليه.. 
فامتطى بساط الريح ماضياً صوب الدار.. علّه يسابق عجلة الزمان الغادرة.. آملاً بألا ترى العين ما كُتِبَ على الجبين.. إنْ كان من كحل العيون.. وإنْ كان خيراً بأهلاً ولو كان امتحاناً من الرب العظيم..
وبلغ مبلغه وكانت حبيبة قلبه على شفير استعادة وعيها.. رغم أنّ ضغط الدم الدفاق في أدنى مستوياته.. والجارة حائرة ماذا تفعل ولمَنْ تتوجّه.. وأسرع بها على جناح الطير صوب مستشفى.. حيث لاقتهم إلى هناك طبيبتها.. وبعدما عاينتها وقامت بما يلزم.. نزلت عن كاهليه أثقال دهر من العمر.. فاطمأن إلى أنّه مجرّد عارض صحي.. نتيجة انخفاض سريع في ضغط الدم.. ما كان ليتسبّب بما جرى لو أنّها ما لم تكن حاملاً..
فعادت الدماء لتسري في عروقه.. وعاد اللون إلى وجهه.. بعدما انسحب الإصفرار إلى خلاياه.. وابتسم شاكراً الرب على ما امتحنه به.. واستذكر أنّ أميرته الصغيرة تنتظرهما لدى الجارة.. فاتصل بالأخيرة وطمأنها.. ليعودا بعد ذلك إلى الدار ويلتئم شمل العائلة من جديدة.. وينزاح الكابوس العنيد..


أخبار ذات صلة