قد يكون الحادي والعشرون من حزيران يوماً عادياً للكثيرين حول المعمورة.. لكنّه على الصعيد الشخصي يوم مفصلي.. كاد أنْ يتحوّل إلى «نقطة على السطر» ونهاية «رحلة اللاعودة»..
في هذا اليوم أستذكرك وأنا في الأصل لا ولم أنسك أبداً.. أبكيك وأطلب لك المغفرة والسلوان بين يدي الرحمن.. وأخبرك نفس الحكاية منذ 5 أعوام.. ولا أكلَّ ولا أمل وأنا أبلغك سلاماتي وأشواقي.. أحادثك «وأنت الغائب الحاضر».. بأنّني أوشكتُ على الوصول إلى جوارك..
وكم كُنتُ فرحاُ بالمصير مهما كان.. لكن شاءت المشيئة أن يكون للدكتور أشرف مكة.. من بعد رب العرش العظيم.. الفضل في امتداد رحلة عمري إلى يومنا هذا.. لأعايش أقداراً ما حملت إلا الأهوال وويلات الأمور وعظائمها..
10 سنوات ماذا أقول لك.. تغيّر الكثير الكثير.. صولات مرّت علينا وجولات.. موت وحياة وثورة وتفجيرات وغلاء وفقر.. مواجهات وأزمات وانهيارات وطوابير.. ذل وعصيان وبهدلة وانعدام دولة..
وفي خلاصة الخلاصات «اشتقتلك».. وأفتقدك في كل شاردة وواردة.. في كل كبيرة وصغيرة.. في كل تفصيل مهما تحجّم أو رحب واتسع.. لأنك كُنتَ ومازلت الأصل والأساس والبداية والمنتهى..
في منتصف هذه السنوات الـ10.. وعشيّة «عيد الأب» ليلة 20/21 حزيران 2018.. تاريخ لا ولن أنساه أبداً.. ساعاتٌ مرّتْ دهوراً.. نور الحياة أوشكتُ على فقدانه.. ورغم أنّني لم أكن آبهاً لأنّني سألقاك.. إلا أنّ القدر أبى أن تُرفع آخر صُحُفي.. وقرّر استكمال الرحلة إلى يوم لقاء موعود آخر..
كل عام وأنتَ إلى جوار ربّك في جنة عرضها السماوات والأرض.. كل عام وأنت بجوار العرش آمناً هانئاً راضياً مرضيّاً يا أبي..