بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 أيار 2020 12:00ص لا عيد بدون العائلة

حجم الخط
هي المرة الاولى التي يحتفل بها المسلمون في العالم بعيد الفطر وسط اجواء «انعزالية»، فحتى العائلة الواحدة لم تحتفل بالعيد مع بعضها البعض واقتصرت المعايدات على الهاتف.

تتحسّر المرأة السبعينية على الايام الخوالي عندما كانت تجتمع العائلة من اولاد واحفاد حول طاولة الفطور الصباحي بعد صلاة العيد. حتى الصلاة لم يؤدها الأولاد في الجامع, ما هذا الوباء الذي حرم المسلمين من هذه الفريضة المهمة؟ مَن كان يتصوّر أن يأتي يوم لا استطيع فيه حضن اولادي في العيد، انه من اصعب الظروف التي تمر علينا, متى سنعود الى سابق عهدنا؟ انها نهاية العالم, بات الأب يخاف من ابنه والام تخاف من ولدها، ولكن انا اريد ان اعرف اذا لم يكن هناك هاتف او انترنت وجاء هذا الوباء اللعين كيف كنا سنطمئن على الاولاد؟

يجيب زوجها الذي بدا عليه الحزن الشديد، ربما لو لم يكن كل هذا التقدم العلمي لم نصل الى وباء يقتل الملايين بفعل جشع الدول الكبرى التي تحارب بعضها بهذا السلاح الفتاك, ان هؤلاء وقعوا بشر اعمالهم وأوقعوا العالم كله معهم, انتظري أشهرا قليلة وسوف يعلنون ان هذا الوباء اصبح مرضا عاديا  ووجدوا له اللقاح كبقية الامراض التي مرّت على البشرية.

تتنهد المرأة وتقول: انا لا يهمني لا حربهم ولا اسلحتهم، انا ام تريد ان تحتضن اولادها واحفادها، مر اكثر من ثلاثة اشهر ولم أضم احدهم الى صدري، اخاف ان اموت قبل ان اراهم امامي.

اطال الله بعمرك يقول الرجل، المهم اننا نطمئن انهم بخير، وان الله لن يتركنا لغيلان الدول الكبرى.

ونظر الى زوجته فرآها تذرف الدموع بصمت وتتمتم بدعاء الى الله ليحفظ اولادها ويمد بعمرها فقط لتراهم من جديد، وعندها طُرق الباب، فتعجب وذهب ليفتح إذ إن اولاده الثلاثة عند الباب, وقال كبيرهم: اننا محجورون في منازلنا منذ اشهر وأنتم كذلك، ولن نترك العيد يمر من دون ان نأخذ بركتكما. خذا كافة الاحتياطات وسيكون فطور صباح العيد معكما لأنه لا عيد بدون العائلة مجتمعة، والله يحمينا بفضل دعائكما.

أخبار ذات صلة