بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

9 نيسان 2024 01:04ص لبنان سفينة تصارع البقاء؟!

حجم الخط
غداً عيد الفطر المبارك أعاده الله على الأُمّة الإسلامية في جميع بقاع الأرض باليمن والبركة.. وأعاده الله على لبنان بجميع طوائفه بالخير والاستقرار وهدوء البال وزوال الحروب المُتعدّدة التي تُنزل الدمار على أرضنا وشعبنا المُبتلى بالأمراض البدنية والأمراض الحربية على أنواعها؟!
العيد يعني الفرح والسرور وعلينا أنْ نستقبله بحسب قضاء الله وقدره في الابتلاء  من الخارج والداخل.. من الخارج في ظل الاعتداء على سيادتنا.. ومن الداخل بين الفرقاء السياسيين وأتباعهم جميعاً لتسجيل النقاط في التفوّق على الآخر وفرض الهيمنة؟!
نعم إنّ لبنان بدون رأس لقيادة البلاد.. نعم إنّ كل ما يجري من قرارات سياسية لا  يخدم إلا المصالح الخاصة.. وبهذا التعريف المقتضب فإنّ لبنان كما السفينة التي تصارع البقاء بين لجيج عاصفة قائمة تتلاطم في السياسة والاقتصاد وفرض ظاهرة التجويع والتركيع للشعب؟!
وبحسب المثل الشعبي القائل: «صار للدبانة مكانة وصار للشوحة مرجوحة».. أصبح شعبنا الأبي يعترف بأنّه أصبح في عيون القابضين السياسيين المُتقاتلين في الكلام على مصير الوطن عبارة عن «دبّان» على مزابل السياسة.. وأصبح لقادة هذا «الدبّان» الذين يوصفون بالشوح مراجيح مُتعدّدة.. تعلو وتهبط مُخلّفة الخراب؟!
بالأمس القريب حل عيد الفصح المبارك.. وغداً عيد الفطر.. والشعب مُتلاحم في هذين العيدين؟! لكن هل ستكون هذه الأعياد المجيدة خلاصاً للشعب مما هو فيه؟!
تطوف الروح في الفلا من رأس الناقورة جنوباً وحتى رأس العبدة شمالاً.. ومن فقش البحر على الساحل حتى الحدود البرية.. أتأمل جبالنا أراها شمّاء؟! أتأمل سواحلنا أراها غنّاء.. لكنّني أتأمل شعبنا فأراه وكأنّه ليس إبن هذه الأرض الطيّبة.. لأنّ مميّزاته وثقافته وتعامله ما عادت تلقى التبجيل في الخارج.. وما عاد للنُخب دور في تغيير الواقع المُعاش بعدما طغى دور غربان السياسة على الواقع الاجتماعي؟!
أذهب مُسرِعة إلى دراستي الجامعية في علم  الاجتماع.. علّني أصل إلى خلاصة للشفاء.. أجد الحلول لكل المشاكل.. لكنّني لا أجد ورقة تتّسع لكتابة أسس الشفاء.. وحتى إنْ وجدّتها.. كم سأحتاج إلى عمّال اجتماعيين لاستقصاء كل ما هو مُدمّر للمجتمع.. يدفعني العلم إلى وضع وثيقة لبداية الحل مع لحظ الحاجة إلى عمّال اجتماعيين ونفسيين أصحاء.. أخشى الأمراض السياسية التي أكلت البنية الأساسية للإنسان.. وأعود إلى الواقع عن «مكانة الدبّانة مرجوحة الشوحة».. حمى الله لبنان؟!

أخبار ذات صلة