بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

8 شباط 2023 12:28ص لماذا لا تُزلزل عروشهم؟

حجم الخط
مع كل كارثة تحل، طبيعية كانت ام بفعل البشر والحكومات، يبقى للاطفال ومصائرهم حيزا كبيرا في نفوس البشر، الى جانب المشاهد التي تحبس الانفاس وتقشعر لها الابدان جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، كان للاطفال حصة كبيرة من التعاطف.
اقسى المشاهد تلك التي كانت في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لطفلة تغطي رأس أخيها بيدها تحت الانقاض، ظناً منها انه سيكون بمأمن هكذا، ولكن الاقسى عندما كانت تتوسل لأحد المواطنين ان يخرجهما من تحت الانقاض وانها على استعداد تام لتقدم له كل ما يريد، حتى انها مستعدة للعمل عنده كخادمة، جملة يجب ان يتوقف عندها الحكام والمسؤولون وارباب الاوطان التي لا تصيب عروشهم اي اهتزازات ارضية ولا اعيرة نارية، ولا قذائف نووية، وحدهم الضعفاء على هذه الارض هم الذين يُسحقون إن كان في الحروب التي يتسبب بها هؤلاء الزعماء، او الكوارث التي  تطال منازل البسطاء وتتحول رماداً بفعل الاهمال.
ليس ما حل بسكان تركيا وسوريا والذي كاد ان يُصيب لبنان من «غضب الله»، كما يُحاول دائماً الترويج له، انه فعل الطبيعة، ولكن الدمار الهائل (كي لا نتحول الى ظالمين)، هو نتيجة اهمال الحكومات، والترقيع في البناء وتكديس البشر فوق بعضهم البعض في ابنية تكون اساساتها مخلخلة واحياناً آيلة للسقوط، ويتم التغاضي عنها، فهؤلاء البشر اشبه بقرابين لحكامهم، وان لم يكن غير ذلك لماذا لم نسمع يوماً ان قصراً مشيداً من اموال الناس المهدورة قد تهدم بزلزال او بضربة صاروخية، فلماذا هؤلاء لا تُزلزل عروشهم رغم فسادهم المستشري في الارض؟
أخبار ذات صلة