لبنان الذي تتزاحم دول العالم أجمع على اختيار رئيسه، المواطنون فيه محرومون من هذه العملية الديمقراطية، فالنظام في لبنان برلماني، يمنع الشعب من المشاركة في انتخاب الرئيس، وممنوع عليه ابداء رأيه، فمتى جاء الاسم بالباراشوت من الخارج، التزم به الجميع وإنصاعوا للأوامر، وكأنها ليست بلدهم، وليس من سيحكمهم من هذا البلد.
فقبل ان يعطي الرئيس ولاءه لبلده، عليه ان يقدم الطاعة تارة لواشنطن وطوراً لدول عربية واقليمية حتى ينال الرضى، وتقوم بتسهيل عملية انتخابه، وقضاء فترة حكمه براحة، مع تقديم الدعم الاقتصادي والمالي له، وفي حال جاء الرئيس مخالفاً لهذه الدول، فالعقوبات والحصار ستفرض على البلد وشعبه بهدف تركيعه كما حصل قبل ثلاث سنوات من تاريخه.
المفارقة انه قبل ايام شارك اللبنانيون بتجربة مُشجعة، وادلوا باصواتهم في الانتهابات الرئاسية التركية، نظراً لاكتسابهم الجنسية التركيّة. وعليه، فإن هؤلاء هم مواطنون أتراك ولبنانيون في الوقت نفسه، وقد خاضوا تجربة ديمقراطية افتقدوها في وطنهم لبنان باعتبار أن الرئيس هنا لا يُنتخب من الشعب.
وتمنى المشاركون لو يتعلم الشعب اللبناني مما يجري في دول العالم، حيث تُحترم الديمقراطيات، نريدُ رئيساً قوياً هنا يحكم بمنطق الدولة، لا بمنطق الطاعة.