في جبال الانديز في البيرو والارجنتين هناك نوع من التيوس الجبلية التي تخالف الطبيعة والجاذبية الارضية، فلا يحلو لهذه التيوس سوى المرعى في رؤوس الجبال، ومشكلتها انها تقاتل بشراسة دفاعاً عن مساحة مرعاها وكأنها معركة الشرف.
ولكن خصم هذه التيوس يأتي من السماء وهو نسر الكوندور الذي يعلم تماماً انه في حال وطأت قدماه ارض التيس فان مصيره الموت، لذلك يعد خطته باتقان ليفترسه بدون ان يسمح له بلمسة حتى يستدرج فريسته الى حافة المنحدر حيث يقف هناك ليشعر التيس عندها بضرورة الدفاع عن ارضه ونفسه فيسرع باتجاه النسر الذي يستعين بجناحية ليحلق مرتفعاً عنه،ويقفز التيس في الهواء بهدف نطح النسر فيقع من اعالي الجبل ويصل جثة هامدة ليكون وليمة للنسر «الذكي».
الدفاع عن الارض يحتاج الى حكمة وتروٍّ وليس الاندفاع فقط وهو ما تمارسه المقاومة اليوم في صراعها مع العدو، فان كان الدفاع عن الارض اولولية الا ان حسابات الخسارة تمنع الانجرار لما يريده العدو فلا يكون لبنان وليمة للعدو الاسرائيلي، بل تحاول المقاومة ان تجعل من اسرائيل وليمة لكل المظلومين منذ 1948 حتى اليوم .
والصبر اليوم مع دراسة كل الاحتمالات هو الاستراتيجية الانجح التي تستنزف العدو وتبقيه واقفاً على رجل واحدة بعد الدرس الذي لقنته اياه مقاومة غزة بالعملية المباغتة لطوفان الاقصى التي اوجعته الى حد جعل حتى من الاطفال هدفاً لعملياته العسكرية وقام بأبشع جرائم العصر الحديث.
لن يكون للتيوس الغبية مكان في استراتجية قتال العدو بل لحنكة النسر الذي سيجعل من اسرائيل لقمة سائغة لقوى المقاومة.