بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

26 تموز 2023 12:00ص ما بين «المنفوخ».. و«الفنكوش»؟

حجم الخط
لماذا علينا التأثر بكل ما هو «منفوخ»، بدءاً من الشفاه مروراً بالصدر فالمؤخرة، المنفوخ هنا على وزن «الفنكوش» الذي طلبه مسوق الاعلانات عادل إمام في فيلمه قبل سنوات من الدكتور ايوب ليخترعه ويربح الملايين جراء الحملة الاعلانية الوهمية التي يسوق فيها لمنتج وهمي، حال المشاهد في تلك القترة هو حال العالم المسمّرين امام منصات التواصل الاجتماعي يشاهدون عارضات الازياء والمؤثرين كيف يُروجون لأجسادهم المنفوخة، ويزرعون في أذهان المراهقين وغيرم ان الجمال الحقيقي يكمن في هذه الاكياس البلاستيكية التي يتم حشوها تحت الجلد.
جماعات ومنصات وجدت للترويج للجمال الوهمي ولجني الاموال الطائلة نتيجة صورة أو فيديو يعرضون مفاتنهم، فتتساءل ما الفرق بينهم وبين النساء اللواتي كن يُعرضن في سوق النخاسة، الفارق ان من يشتريهن شخص واحد ويدفع المال مقابل ذلك، لكن اليوم فهم متاحون للجميع وبكبسة زر واحدة، والانكى من ذلك انهن يتبجحن بالحرية، والرأي والرأي الاخر، ويقدمن النصائح وهن أصلاً يحتجن اليها.
هذه الامور ليست حكراً على النساء في المنصات الاجتماعية، فهناك رجال يقدمون محتوى هابطاً ويلاقون ملايين المتابعين والمتأثرين بهم، حتى وصل الامر الى ان عددا من الآباء وبحسب الاخبار المتداولة انهالوا على اولادهم بالضرب المبرح نتيجة تقليدهم لهؤلاء المؤثرين على «التيك توك» وغيره.
بالله عليكم هل علينا أن نعيش على وقع صور المؤثرين اليومية، فيصبح نزولهم إلى البحر وتعرضهم لضربات موجة صغيرة، وتناثر المياه على أجسادهم خبرا تتناوله مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره حدثاً فريداً يهم البشرية أجمع، مع أن الخبر ليس أكثر من نكتة تافهة. 
او تغدو صور ظهور فنانة مع حبيبها وفي الصورة تبرز سوتيانتها وقبلاتها حدثاً تصل تداعياته إلى معظم «الفسابكة»، اللهم اعنا علة من وضع «الشير» و«اللايك» و«اللايف» في ايدي التافهين، فما بين ما بين «المنفوخ».. و«الفنكوش» ضاعت أمجاد أمم وعقول البشرية.
أخبار ذات صلة