فخورةٌ بكِ هويدا مصطفى الترك الإنسانة.. فخورةٌ بمسيرتكِ العلميّة .. فخورةٌ بتعيينك محافِظَاً بالوكالة لمحافظة النبطية مُسجِّلة سابقة كأوّل سيدة تصل إلى هذا المنصب.. وتكون رائدة للمرأة في منصب المُحافِظ.. قد يكون فخري بكِ على الدوّام قائماً ولكن الريادة في المنصب الجديد الصعب يا أستاذة الأجيال أضافت إلى شخصك وساماً جديداً.. رغم صعوبة المنصب.. لكنّني لستُ خائفة عليكي لأنّني أعرفكِ قادرة مقتدرة.. فرحَتي لك عند وصول خبر التعيين جعلها ناقصة.. حيث ارتجف قلبي وتمنيتُ لو كانت والدتك حيّة وكانت أوّل مَنْ تلقّى الخبر.. لكن روحها فرحة وهي التي تمنّت لكِ أعلى المناصب يا بارّة بوالديك.. ارتاحي ملكة.. هويدا «قدها وقدود»؟!
بعد شرود بعد التعيين.. لن أخاف عليكي.. أعرف أنّك قادرة على تحمّل المسؤوليات.. واجتياز كل الصعاب.. أعرف أنّ المناصب لا تهمّك وإنما ما يهمّك ترك الأثر في محيطك تماماً كما زهر الياسمين والبنفسج.. أنتِ حاضرةٌ بعبقك كما زهر الياسمين في الصباحات والعصاري.. وكما البنفسج الناعم لأنّكِ طبَّقتِ المثل بعد خروجك من الإدارة إلى التعليم والعودة إلى الإدارة الصعبة.. إنّك كالبنفسج الذي يطل على المصاعب.. بقول زهر البنفسج: «أنا عرقي صغير ورائحة طيبة فيي.. بغيب عنكم سنة أو سنتين وبرجع بلاقي المحبة قد ماهية».. لمَنْ يفهم هذا المعنى عليه أنْ يقدّر مراميه ومعانيه.. فالحياة لها خطة مدروسة في قانونها.. ومَنْ فهم القانون فهم الحياة؟!
بروفسورة هويدا.. أيتها الرائدة في التنمية والمتشبّعة بروحية القانون وحل المشاكل المستعصية.. أتمنى لكي في مهمتك الجديدة أن تكوني نقطة ارتكاز كما هي في مربّع أرسطو الرياضي.. الذي تحكمه أربعة أضلع اثنان للتدخل واثنان للتضاد ويصعب الجمع بينها.. لكن كونك ستكونين نقطة الارتكاز.. أتمنى أن تكون شعاعاتك واضحة سهلة تقنع الجميع.. اللجوء إلى مربع أرسطو الرياضي يفسر قلقي ولكن في المحصّلة أعرف أنّك «قدّها وقدود» وكلمة الحق عندكم تسود؟!
ألف مبروك يا حبيبة خالتك.. وكان الله معك في حِلّك وترحالك وجعلك من تاركات الأثر الطيب في التسيير؟!