رغم التطورات السياسية والأمنية الراهنة والاشتباكات الدائرة في جنوب لبنان بين المقاومين والعدو الإسرائيلي وما يحصل في غزة من حرب همجية، الا ان القنوات المحلية والعربية تصرُّ على دخول سباق المسلسلات والبرامج المنوعة.
جميع المسلسلات سوف تنتهي بعد 30 يوماً وسنعرف النهاية قبل البداية، وحده مسلسل الموت في غزة لم تُعرف نهايته بعد، جميعاً نتفرج عن بُعد واحياناً نزيح نظرنا عن المجازر التي تحصل طيلة خمسة اشهر، احدث حلقاتها كانت مع قتل المدنيين الابرياء وهم يحصلون على المساعدات الغذائية عند معبر رفح، ورغم هذا الاجرام لم يحرك احد سكاناً.
مع هذا القتل تعوَّد المشاهد العربي على مشهد الدم والاجرام وتحولنا جميعنا الى «زامبي» لا يهمنا سوى البقاء على قيد الحياة، وجميعنا نسينا انسانيتنا ونعيش كأن شيئاً لا يحدث من حولنا.
جميعنا يردد اغنية «شادي» مع فيروز، ذلك الذي ضاع في الحرب، وبعد عشرين سنةً كبرت فيها بعد النكبة، بينما ظلّ شادي صغيراً، ضائعاً بين التلال، كيف لا وهناك موت يخلده التاريخ، وموتٌ تخلده قلوب الأحبة فقط، هناك موتٌ ثمين، موتٌ يأتي من بعده أثر بالغ يجعله حالةً فريدة لا تتكرر، وهناك موتٌ مجاني، لا يأخذ صاحبه حقه بأن يشار إلى المسؤول عنه، ولا تقام لأجله أي خطوات حقيقية لتفادي تكراره مع ضحيةٍ أخرى.