هي ليست قصة رمانة أو بالاحرى عين الرمانة بقدر ما هي قصة قلوب مليانة، هذا باختصار السبب الرئيسي وراء الحملة التي انطلقت فجأة لمحاربة النزوح السوري في لبنان.
لكن للأمانة يجب سرد الوقائع كما هي، فلبنان يرزح تحت عبء بدأ منذ 2011 واستمر يفوق قدرته مع تدهور الوضع الاقتصادي ووصول الشعب الى حافة العوز والجوع .
والنازح من وجهة نظر بعض اللبنانيين يشاركنا في الماء والكهرباء والخبز وكل المواد المدعومة سابقاً بدون ان يدفع قرشاً واحداً لا سيما ان اموال الدعم كانت على حساب المودعين.
لكن للمفارقة ان اللبناني الذي كان مرتاحاً على وضعه قبل الازمة الاقتصادية ينظر بعين الحسرة في السوبر ماركت او الاسواق وهو يرى العربات المحملة بجميع اصناف المأكولات واكياس الملابس بأيدي النازحين فيما لا يستطيع هو تلبية حاجته اليومية من الطعام .
اللبناني يشعر انه يفقد سبل عيشه وهو مهدد اليوم بفقدان ارضه في حال لم تتم معالجة موضوع النزوح وباسرع وقت ممكن لأن طلب الصبر لم يعد ممكنا في ظل مزاحمة غير مسبوقة لليد العاملة السورية .
اما الدعوات العنصرية لترحيلهم بالقوة هو امر مرفوض، ولكن ذلك لا يعني عدم تلقف هذه الدعوات من ناحية ايجابية تنظم هذا الوجود وتبدأ بإعادة من يستطيع العودة فوراً الى سوريا ومحاولة ايجاد حلول لمن لا يستطيع العودة مع الدول التي يمكنها استضافتهم في مساحات اكبر من مساحة لبنان الذي يكاد اليوم يختنق بسكانه وبعدد اللاجئين فيه.