دولتنا العتيدة هل ستكون في خبر كان؟.. الجلسة رقم 12 لانتخاب رئيس الجمهورية لم تناسب مقامات المتحكّمين بالمشهد السياسي ورقاب العباد... وبعد انفضاضها بنتيجة أنها لم تأتِ لصالح أهوائهم.. سأل أحد المقرّبين من الرئيس نبيه بري: «دولة الرئيس متى الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس؟».. أجابه الرئيس بري: «روحوا صيّفوا وانبسطوا!!»..
نيّال نوّاب الوطن.. عندهم إجازة صيفية للتصييف والانبساط والتأكيد للشعب أنّ لا انتخابات رئاسية في موعد منظور؟!.. النوّاب الذين يمثّلون الشعب ما عادت لهم هيبة.. وربّما لأنّ ناخبيهم عندما اختاروهم نوّاباً لم يفكّروا ولو للحظة بأنّهم صوّتوا لأناس لا يمثّلونهم.. وإنّما ليمثّلوا شكلياً المحصصات الطائفية القابضة على أرواح ومقدرات المواطنين.. مجلس نوّاب أم مجلس نوائب مجلس النوّاب الحالي؟!
أقول لعموم أفراد الشعب الذين صوّتوا لهؤلاء النوّاب: أنتم مَنْ أتيتم بـ»البوم» ليمثّلكم ويرقص على مصالحكم دون أنْ يلتفت لمطالبكم.. «صحّة على الذين بصيفيتهم».. وألف صحة عليكم أيها الشعب الخانع أنْ تعيش في الفراغ.. جائع.. تائه.. لا ماء ولا كهرباء.. تموت على أبواب المستشفيات مرضاً.. وإذا حصلتَ على دواءٍ بديل تتسوّل ثمنه من مساحة الشارع.. أما الغذاء فهو ما عاد يعادل غذاء السائمة التي تبحث في قمامة المدن.. وإنْ أسعفها الحظ وكانت خارج المدن تتقوّت من الطبيعة التي ما عادت تجود بالقوت في فصل الصيف؟!.
ربما بالاتفاق بين ناهبي المال العام وأصحاب المصارف جرى إضراب المصارف لأسبوعين.. كانت مساحة لتهريب ما تبقّى من أموال المودعين لمصارف الخارج.. يعني أنّ لبنان اقتصادياً طار.. حاكم المصرف المركزي قال إن أموال المودعين موجودة.. تُرى لماذا طارت أموال المودعين؟ ولماذا المصارف فعلتها؟ وأين هي القطبة المخفية بين المصارف والقابضين في السياسة على روح الوطن وأرواح الناس؟!
المشهد سوداوي مع أنّنا نعيش في الأيام العشر ذي الحجة.. يبدو أنّ غضب الله على شعبنا مُحيق إلى أنْ يمحقَ أرواح القابضين على أرواح الشعب.. ربّي أسألك بإسم هذه الأيام الحُرُم والتي تنتهي بالتضحية في يوم عيد الأضحى المبارك.. أنْ تشفع بالشعب اللبناني وتهبه من خيرك الصحة والشبع والأمان النفسي والاجتماعي وأن تسحق زُمرة تجّار الحكم والسياسة.. حتى يرتاح الشعب ويرتاح في نومه ويقظته ويشعر أنّ العيد سيأتي وقد انتهى مشهد الخراب السياسي؟!