بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الأول 2019 12:03ص مغارة علي بابا!!

حجم الخط
عندما تكون على ضفاف الحدث.. أحياناً تُخالجك مشاعر يصعب التعبير عنها.. سلبية كانت أو إيجابية.. فكيف إنْ كُنتَ في قلب الحدث.. كيف لو كُنتَ واقفاً «ع شوار» بلدك المتأرجح.. بـ»تفتفات» مستوزرين ومستزلمين ومسعورين على حُكمٍ وسلطة.. هم أبعد بُعد الفراغ اللامتناهي عن القدرة على إدارة شؤون البلد..

ما قبل يوم الحرائق وخلاله وما بعده.. شاهدنا وسمعنا ما يُبكي الحجر.. على بلد أسموه يوماً «سويسرا الشرق».. فها هو اليوم مزبلة وديوكها صيّاحون.. يكادون لا يبرحون منبراً إلا وينعقون كالغربان عبره.. ذلك يستغل الشرف فيرمي المُحصنات.. وذاك يُطيّف مواقع الحرائق.. وغيرهما يكيل التُهم لكل مَنْ هم يغرّدون خارج سربه..

أي بلد هو هذا.. ولا يدفع الثمن إلا الشعب.. وأي شعب لا يعرف إلا الثورة الإلكترونية.. ويوم الواقعة يغيب إلا عن البُكاء.. شهادة «أبو مجاهد» مَنْ سيعوّضها؟!.. وهو ضحية الإهمال والسرقات أولاً وأخيراً.. ومَنْ يتبجّحون بالقضاء والقدر.. نقول لهم: غابات الأمازون احترقت وكلّه مكتوب.. لكن الإهمال وسرقة المال العام.. وتقاسم حقوق المواطن.. وفي ختام المعركة كيل الشتائم لا ليست قدراً مكتوباً.. 

بل هي بلاء ابتُلينا به.. لأنّنا أعدنا رسم الهيكل اللبناني على صورتهم.. متناسين أنّهم عندما يقرّرون هدم هذا الهيكل أوّل من سيضحّون به هو نحن.. فسيدكّون حجارته على رؤوسنا.. وهم طيور هائمة في الجنان.. أبرياء من ذنوب اقترفوها بحقنا لكنهم غسلوا أيديهم منها..

شهاد مواطن حُر ارتقى في سبيل أخيه الإنسان.. غير عابئ لا بدين أو مذهب أو انتماء أو منطقة.. أموال مواطنين بيدت عن بِكرة أبيها.. حتى الحديد صهرته النيران.. والأخضر لم يبق منه ولا حتى يابس..  مَنْ يُعوّض الدموع والرعب والليل الملتهب بنيران صاحبها مجهول؟!..

ليل الإثنين – الثلاثاء 14/15 تشرين الأوّل 2019.. لا أعادك الله على بلدنا.. ويا ليت أمطار الغوث والاستغاثة الربانية التي هطلت.. جرفت معها هذا الطاقم الحاكم لـ»مغارة علي بابا»!! 


أخبار ذات صلة