بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 كانون الثاني 2024 12:00ص من الدجالين إلى مدّعي الطقس.. ارحمونا!!

حجم الخط
لا نكاد ننتهي من معمعة بصّاري ودجّالي العام الجديد.. والوجوه الممجوجة التي اعتدنا عليها كل عام.. والتي بدأت تفرّخ سنوياً بين «صاحبة إلهام» و«ملك توقعات» و«أمير أرقام».. و«خبيرة كواكب وأبراج».. لينضم إليهم «مُدّعو الأرصاد»..
في الأصل «الأرصاد الجوية» ودراسة تقلّبات الطقس والمتغيّرات المناخية علم قائم بذاته.. ولهذا العلم قواعد وأصول لا يعلمها من جلس على شرفة منزله وتأمّل السماء.. فقرأ واستنتج وحلّل أنّ الطقس سيكون اليوم وغداً وبعد الغد كذا وكذا وكذا..
 لكن أصبحنا سنوياً ومع حلول موسم الشتاء والأمطار.. وكلّما هبّت ريح عاصفة نعيش قراءات «عالِم دجّال» على وزن ذلك الهولندي.. الذي «ملأ الدنيا وشغل الناس» بكذبه وخداعه.. مبتدعاً نظرية فلكية «خزعبلية».. تسبّبت بالرعب والهلع وأخرجت الناس من منازلهم.. نتيجة توقعات «لا أصل لها» حول زلزال من هناك وهزة من هناك.. «ولو زبطت معه»..
أمطار طوفانية.. رياح فائقة السرعة.. سيول جارفة.. هطول بَرَدَ قاتل.. أووووف ارحمونا.. لا ينقصنا همَّ فوق همومنا حتى نعيش هلعاً وخوفاً.. من خسوف أرض أو انجراف تربة وسقوط جدار أو مبنى.. نتيجة للأحوال الجوية «الشتوية الطبيعية».. 
لا بل بسبب الأحوال البنيوية غير الطبيعية.. والإهمال المستشري والبُنى التحتية غير السويّة في لبنان من أقصاه إلى أقصاه..  حتى لأصبح الناس يتمسمرون في منازلهم.. خوفاً من مغادرتها فإما يغرقون في الطرقات العائمة.. أو يستبشرون صباحاً بجدار سقط على السيارة.. أو ركنها في مكان ما فتخسف بها الأرض.. أو يعلقون داخل زحمة نفق غارق بالمياه..  
ويبقى «كذب المنجّمون ولو صدقوا».. كما كذب متوقّعو الطقس ممَّنْ ليسوا أهل اختصاص ولو صدقوا مئات وملايين المرّات.. و»خفّوا علينا شوي» بالجمل والعبارات «التهويلية»..
أخبار ذات صلة