بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 تموز 2023 12:00ص «نظام التفاهة»!

حجم الخط
يقول الكاتب الكندي آلان دونو في كتابه الشهير «نظام التفاهة»، إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم، فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً، إنه زمن الصعاليك الهابط.
فمواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين، حيث صار بإمكان أي جميلة بلهاء، أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبرعدة منصات تلفزيونية عامة، هي أغلبها منصات هلامية وغير منتجة، لا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحدي الزمان.
وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة، وهذا ما يحدث غالباً على منصات التواصل الاجتماعي، فما ان تمسك بهاتفك وتقلب به حتى تستدرجك فيديوهات هابطة قائمة على الابتزال والتكرار، فالجيمع يريدون ان يصبحوا مشاهير، الجيمع يفهمون في كل شيء ويقدمون لك النصائح الطبية التي يمكن من خلالها ان تودي بأي مريض الى الهلاك في حال إتبعها.
الجميع خبراء في التجميل وقص الشعر وتقليم الاظفار، حتى ان اذا ما سيدة المنزل اضاعت وقتها وهي تشاهدهم ستقيم القيامة على زوجها الذي لا يعطيها المال لعمل الاكليريك وغيرها من المصطلحات التي يُكثرون من احرفها لتظهر وكأنها شيء مرموق لا بد من كل سيدة ان تتبعه.
اما عن استعراض الاجسام على الشواطئ وجزر المالديف، وساعة فنانة مع حبيها على هذه الجزيرة، واخرى على متن يخت، واخر في قصره وسيارته الفاخرة، حتى تظن نفسك شخصاً تافهاً لا يملك شيئاً، ولولا صفارة الهاتف الذي يطلقها ليعلمك ان البطارية فارغة وانه سينطفئ لما كنت قد تركت هذه التفاهات التي وضعت تحت ضغطة من إصبعك.
أخبار ذات صلة