حكايا الناس

30 آب 2023 12:00ص هذا الكوكب.. لا نستحق العيش فيه!

حجم الخط
«أنزلوني من على هذا الكوكب»، سمعناها ورددناها وتناقلناها على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن من دون ان ندري انها كشفت عن الفراغ الكبير والكآبة التي تعترينا.
في لبنان جميعنا ركاب نريد النزول والهروب عن هذا البلد وهذا الكوكب، فمع تزايد جرائم القتل والاغتصاب والسرقة والموت برصاص طائش كما حصل مؤخراً مع الطفة نايا حنّا البالغة من العمر سبعة أعوام، نتساءل ما الذي يبقينا في هذا البلد الفارغ من كل شيء، بدءاً من الاخلاق والدين وصولاً الى السياسة والاقتصاد والانسانية.
تحولنا جميعاً الى «زومبي» نعتاش على دماء بعضنا البعض، وما من أحد شبع حتى اللحظة، لا السياسي الذي امتص أحلام الشعب وخدَّرهم بالوعود ليصل الى مبتاغاه، ولا الطبقة المسؤولة وحاكمها الذين امتصوا جنى عمر الملايين من اللبنانيين، وتركوهم على قارعة الطريق يشحدون الليرة.
ولا الطبيب شبع من مص دم المريض بفاتورة «بتجبلو الجلطة» بدل ما تداويه، ولا الصيدليات، واصحاب المولدات، والسوبرماركات، واصحاب المواد الغذائية الفاسدة، والمتفلسفون على «السوشيل ميدايا»، والمحرضون في الاعلام وعلى شاشات التلفزة لنحمل السلاح بوجه بعضنا البعض، مقابل ان يحصلوا هم على حفنة من الدولارات.
فمن يخرج من هذه الدوامة التي وضعونا فيها كالبهائم المُعصّبة اعينهم في الساقية، تجده يصرخ ويقول «انزلوني من على هذا الكوكب».
عذراً محمود درويش لم يعد على هذه الأَرْض ما يستحق الحياة، فحتى القضية إغتصبوها وباعوها وتاجروا بجسدها لقاء مصالحهم الشخصية.
أخبار ذات صلة