كل عام وأمة لا إله إلا الله بألف خير ورحمة ونعمة.. كل عام والراضون بقضاء الرحمن بألف يمن ويسر ورضى.. كل عام والسائرون على دروب الجلجلة في شتى محاريب الحياة.. يواصلون اقتلاع الأشواك من دروب مصائرهم..
هلَّ رمضان بخير وبركاته وجوده.. هلَّ الشهر الفضيل تصحبه أيام الصيام والقيام والتراويح.. هلّت عشر الرحمة.. واقتربت عشر المغفرة.. وكلنا أمل ببلوغ أيام العتق الأواخر.. لنخرج على أبواب عيد الفطر المبارك مغسولين بالطيب والبَرَدْ..
هي الأيام الأولى للصيام فيها نفحات من الجنان.. ودموع تغسل مواقع السجود.. وحر صيفي ترطّبه نسمات من الفردوس الأعلى.. فيستحيل التعب راحة وغض البصر نعمة.. وحفظ اللسان رحمة والعطش «بل ريق» والجوع اكتفاء..
يحل الشهر الكريم والناس في آلام وسقام.. وخوف من القادم فوق صهوات المجهول.. وآمال براحة بال وبحبوحة.. ولكن من أين والأسعار نار.. قفزت آلاف الأمتار بين ليلة وضحاها.. فأبكت الجيوب قبل أصحابها.. وراح متوسّط الحال قبل الفقير.. يسأل الله الكريم أنْ يرزقه من حيث لا يحتسب.. ليكمل قوت عياله ويتحضّر أقلّه لتوفير كسوة العيد لهم.. وكان الله في عونك يا «أبو العيال»..
تزورنا أيام الخير والشر منتشر من حولنا.. كيفما نظرتَ وجدتَ إخواناً يرتقون إلى العلياء.. منهم المظلوم ومنهم الشهيد البطل.. ومنهم «غلطة زمن».. يخلّفون وراءهم أمهات ثكالى وأطفال أيتام وزوجات أرامل.. ناهيك عن المنتظرات لعودة الغيّاب.. ولا عين ترى ولا أذن تسمع ولا قلب يرق.. ويبقى اللؤلؤ متأرجحاً ما بين الحدقات والوجنات..
كل عام وخير وعدل رب العرش العظيم علينا عميم.. وتبقى شياطين الإنس قبل الجن مصفّدة إلى يوم الدين.. ترفع عنّا أذاها وبغضها وتبعدنا عن كل رجس ملعون.. و«هل هلالك شهر مبارك»..