كنت أنا وزميلاتي نقول انه سيأتي يوم يفرضون علينا ضرائب على الهواء التي نتنشقه في لبنان، هذا الاستهزاء كانت نتيجة الضرائب العشوائية التي تفرضها الدولة يوماً بعد يوم، ولكننا لم نكن ندرك ان هذا الهواء سيكون السبب لوفاة عدد كبير من اللبنانيين، وهذه الخلاصة ناتجة عن ازدياد عدد المصابين بسرطان الرئة في لبنان، حيث يتصدّر سرطان الرئة المرتبة الثالثة في لبنان، بعد كلّ من سرطان الدم وسرطان الثدي، وذلك وفقًا لأرقام عام 2020 الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
فالهواء الذي نتنشقه مسرطن الى حد كبير بسبب مولدات الكهرباء، فقد أظهرت دراسة أجريت في العام 2006 وجود 370 ألف مولد كهربائي تعمل في جميع أنحاء لبنان، تنبعث من هذه المولدات أكثر من 40 مادة سامة، مثل ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، وتنتشر في الهواء لمدة تصل إلى 24 ساعة في اليوم، ومن المؤكد أن عدد المولدات المستخدمة قد ارتفع كثيرا منذ عام 2006 حتى يومنا هذا في ظل ازمة كهرباء وانعدام ساعات التعذية التي قد لا تتعدى 6 ساعات يومياً.
وبحسب دراسة ستصدر قريباً عن باحثين من الجامعة الأميركية في بيروت أن معدل الملوثات المسرطنة في الغلاف الجوي، الناجمة عن الاعتماد الكبير على المولدات الكهربائية الخاصة التي تعمل بالديزل، تضاعف منذ عام 2017، في حين تقدّر وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع معدلات السرطان بنسبة تتراوح بين 10 و 15 في المائة منذ عام 2016.
وعن جودة الهواء وفحصه من قبل وزارة البيئة فهذه الخدمة توقفت منذ عام 2019، وباعتراف وزير البيئة ناصر ياسين حول النتائج الكارثية للتلوث، يقول أن تلوث الهواء الناجم عن مولدات الديزل هو دليل على سوء إدارة ملف الكهرباء.