بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الأول 2018 12:04ص مع نجوى رمضان الرائدة في العمل الإنساني

حجم الخط
من يعرف نجوى رمضان يدرك بأنها طاقة إنسانية واجتماعية نشأت على محبة الله والإنسان والسعي إلى زرع بذور الأمل فيمن فقد بهجة الحياة باليتم أو الفقر.
معها كانت الدردشة حول نشاطها في الحقلين الإنساني والاجتماعي، تناولت فيها برنامج «طالب متفوق»، والتحضير لمؤتمر يتعلق بقضايا المرأة أوائل سنة 2019.
{ وعندما سألناها كيف تعرفين عن نفسك أجابت:
- أولاً أنا متطوعة لعمل الخير، ناشطة في العمل الانساني الأقرب إلى قلبي، ثانياً عاملة لنصرة قضايا المرأة وحقوقها وتعديل كافة القوانين المجحفة بحقها.
وللعلم فالسيدة رمضان هي رئيسة الدائرة النسائية في صندوق الزكاة، رئيسة جمعية نصرة البائس لمحلة الأشرفية، رئيسة رابطة الجمعيات الإسلامية لأحياء بيروت التي تضم عشر جمعيات، ونائبة رئيسة المجلس النسائي اللبناني.
ولأن العمل الإنساني هو همها الأول سألناها:
{ ماذا تقدّم الجمعيات التي تعملين من أجلها للأسرة ونحن في موسم يثقل كاهلها بأقساط المدارس ومتطلباتها؟
- إن الأولوية في صندوق الزكاة هي للأيتام والعائلات المتعففة المسؤول عنها منذ زمن بعيد صحياً ودراسياً وثقافياً واجتماعياً، ولدى الصندوق حالات اجتماعية صعبة جداً، كذلك نستقبل العائلات المعوزة التي تلجأ إلينا. تصوري اننا نساعد حالياً من كان يدعمنا سابقاً مادياً، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة! وأضافت: بالنسبة للمدارس وأقساطها المرتفعة، أقمنا برنامجاً خاصاً لمساعدة الطالب المتفوق مدرسياً وجامعياً، خاصة لمن كان تحت خط الفقر.
فرغم الوضع الاقتصادي المتردي، فالزكاة فرض على كل مسلم، والزكاة التي نتلقاها من المؤمنين مشروطة بدعم طالب متفوق. ونحن حالياً ملتزمون بعدد من الشباب الذين يتابعون دراستهم الجامعية في كافة الاختصاصات من الطب والصيدلة إلى الهندسة والحقوق وغيرها... نلتزم الطالب منذ بداية دخوله الجامعة حتى تخرجه، ونبدأ باستقبال الطلبات في آخر شهر آب، وقبل دخول الجامعة، وطبعاً نتحرى عن وضعه الاجتماعي، وعلاماته الدراسية ووضع الجامعة بالنسبة إليه.
كما لدينا حالياً 250 طالباً في التعليم المهني، وطلاب من مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية.
{ إن أقساط طالب جامعي ومتابعته حتى التخرّج ليست مسألة سهلة مادياً... كيف يتم تأمين ذلك؟
- طبعاً، لذلك نحن نطلب من المقتدرين كفالة الطالب. مثالاً على ذلك، لدينا سيّدة كفلت أربعة أطباء دفعة واحدة تخرج منهم حتى الآن اثنان. وهي السيّدة الأديبة سهام شقير المعروفة بالأوساط الاجتماعية بعمل الخير، أطال الله في عمرها، ونرجو أن تكون قدوة لكل مقتدر .
{ كم تكلف كفالة طالب طب أو هندسة؟
- يكلف طالب الطب 24 مليون ليرة سنوياً، المهندس 12 مليون ليرة ثم تأتي بقية الاختصاصات.
لذلك، نحن نتمنى على الخيرين التعاون فيما بينهم لتخريج الطالبات والطلاب، وإنقاذ الشباب المحتاج وخاصة المتفوقين منهم. من المهم جداً أن يتعلم هذا الجيل الذي سيكون قيّماً وقيمة في الشأن العام، ومن الأهم أن نقف إلى جانبه لمساعدته على عبور الحالة الدراسية والجامعية ايماناً بأنه عماد المستقبل. فالمتعلم محصن بعلمه لا تتحكم فيه أهواء المادة لأنه صاحب عقل وقيم ومبدأ. ويبقى الخوف هو من الجهل وقلة الحيلة.
{ كونك نائب رئيسة المجلس النسائي اللبناني الذي عودنا على نشاطاته في اتجاه رفع الحيف عن المرأة في القوانين .. ما الجديد لديه حالياً؟
-يُعِّد المجلس حالياً لمؤتمر يطالب فيه بالكوتا للبلديات وغيرها، ويستضيف فيه مشاركات من البلدان العربية والأوروبية، وستُعرض خلاله تجارب نسائية في مجال حقوق المرأة، وذلك في أوائل عام 2019
{ ماذا عن إعطاء الجنسية لأبناء اللبنانية من غير اللبناني، هل هنالك تحرك جديد باتجاه ذلك؟
- طبعاً، نهيئ لتحركات اجتماعية حقوقية لهذا الموضوع، فهو من أهم الحقوق التي يعمل عليها المجلس... لقد طالب التقصير بحق الأم اللبنانية ووقوفها بالصف للحصول على إقامة لأولادها، وهذا حيف لا نقبل به.
{ كيف تنظرين إلى القرار الذي صدر مؤخراً حول حق الأم في وضع بيانات أبنائها القصّر على إخراج قيدها؟
- جيد، هذا يعني أن المرأة وحقوقها في البال، ولكن متطلباتنا أكثر بكثير.. نحن نسعى لأن تكون مساوية للرجل في الحقوق كافة وهذا يتطلب الكثير من المتابعة والجهد لا سيما وأن المرأة أصبحت واعية لحقوقها ولن تقبل الانتقاص منها.
{ اشتغلتم سابقاً في المجلس على محو الأمية القانونية للمرأة، هل في النيّة حالياً العمل على محو الأمية الإلكترونية للمرأة، وهو هدف من أهداف التنمية المستدامة ومسارات التعليم للتمكين؟
- أشكرك على هذا السؤال، ولو أن الجواب غير مدرج حالياً في نشاط المجلس، ولكن أرى من الضروري إقامة دورات تدريبية حول ذلك كهدف من أهداف التعليم المستمر، وأنا شخصياً أعلن بأنني أفتح مقر الرابطة لهذا النشاط وأتمنى على الجمعيات الأخرى أن تحذو هذا الحذو في مقراتها.
{ كلمة أخيرة؟
- أحب أن أشكر الله على أن الدنيا ما زالت بخير وما زال هناك من يزكي ويدعم. وأتمنى على المجتمع اللبناني وحتى أصحاب الدخل المحدود المشاركة ولو بمبلغ بسيط لحساب التلاميذ لتأمين جيل واعِ ومثقف لا يحركه أصحاب المصالح الآنية بشروط تعجيزية.
كما أشكر رب العالمين على أنني في موقع أستطيع أن أوقع فيه صكاً لمحتاج.
وشكراً لـ«اللواء» على هذا اللقاء.