بيروت - لبنان

اخر الأخبار

خليك مع أسماء

1 تشرين الأول 2020 12:33م توقفوا عن انتاج هذه المسلسلات.. الجمهور اللبناني يقاطع بنسبة 80%

حجم الخط

بدأ موسم الخريف وانطلقت الملسلسلات التي كان يفترض عرضها في شهر رمضان الماضي، لكن جائحة كورونا والعزل الصحي حال دون استكمال التصوير، فتأجل بثها الى أيلول واكتوبر ونوفمبر.

كانت البداية مع انطلاقة مسلسل "دانتيل" من بطولة سيرين عبد النور ومحمود نصر، ثم مسلسل "من الآخر" لمعتصم النهار وريتا حايك، تبعه مسلسل "أسود فاتح" الذي يعيد هيفاء وهبي الى الدراما بعد غياب والى جانبها معتصم النهار أيضا، ليكون ختام الموسم الرابع من مسلسل "الهيبة" لتيم حسن في شهر نوفمبر.

القاسم المشترك بين كل تلك الاعمال التي تعرض على الشاشات بعد جائحة كورونا هو الحب ثم الحب والحب فقط!

هناك أحداث تجاهلتها الدراما كالفيروس الذي غير وجه العالم، بتداعياته الصحية وفقد الأحبة والوظائف وارتفاع معدلات البطالة والإقامة الجبرية في المنازل ومنع السفر، والرعب الذي قتل الحياة الاجتماعية، مسبوقا بانتفاضة شعبية في لبنان عكست ألم اكثير من أبناء هذه الأرض، متبوعا بانفجار مرفأ بيروت.

كل هذا لم يمر بالقرب من عتبة الدراما اللبنانية من قريب أو بعيد بل التي بقيت راسخة حول الحب والخيانة!

سيقولون أن تلك الأعمال صورت قبل كل هذه الأحداث الموجعة، لكننا نعي جميعا أن سياق الدراما قبل انفجار الرابع من آب والمعاناة اللبنانية اليومية والظلم الكبير الذي يقع على لبنان لن يغير شيئا من المواضيع التي تطرحها دراما، اتخذت الرومانسية شعارا وحيدا لها، مع مرور عابر على قضايا الناس، مثل العنف ضد المرأة والهجرة والبطالة واستغلال النفوذ، لتعود دائرة تركيز الأحداث على الحب والزواج والطلاق والخيانة فقط!

تسألت وأنا أتابع أحداث "دانتيل" و"من الآخر" و"أسود فاتح": هل اللبنانيون جنسانيون الى هذه الدرجة وكل ما يهمهم هو العشق والحبيب والحبيبة والزوج الخائن والمرأة المغرية والشاب الحلو "اللي مدوخ البنات"؟! أين كل ما يحدث في لبنان ومع اللبنانيون في الطرقات والسجون والمحاكم والسوبرماركت ولقمة العيش والظلم وأزمة الدولار والمستشفيات والفساد؟! ألا يجب أن تكون الدراما في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان داعما أساسيا للوطن أم ستقف متفرجة؟!

ولا يتحجج أحد أن القنوات التلفزيونية العارضة ترفض تقديم مسلسلات ذات محتوى اجتماعي عميق، والدليل المسلسلات المصرية التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية جدا بموضوعاتها الدسمة. مثلا لماذا لا نقدم عمل مثل "البرنس" الذي تابعه اللبنانيون بشغف، وفيه من الحب والأكشن والخيانة والأبوة والأمومة والظلم. بمعنى آخر لتبتعد الدراما اللبنانية عن هذه الصورة المثالية لاطلات النجوم "اللي جايين على المسطرة"، فالتمثيل ليس بابا للاستعراض، فمنصات السوشيال ميديا ومسارح عروض الأزياء هي المكان الملائم لذلك. نريد أن نرى أعمالا تشبهما ونجوما عندما نطالعهم على الشاشة نتذكر أننا التقينا بتلك الوجوه بين أًصدقائنا وأخوتنا ومعارفنا، فالنجوم الذين طرقوا باب الخلود في وجدان الناس والتاريخ ممن حاكوا وجعهم في أعمالهم وكأن لسان حالهم يتضامن معهم: اطمئنوا نحن معكم.

من هنا قمت باستطلع رأي عشوائي عبر صفحتي في انستغرام لمدة 24 ساعة. سألت الجمهور ان كانوا يتابعون مسلسلات "دانتيل" و"من الآخر" و"أسود فاتح". جاءت الاجابات بأن 80% ممن شاركوا في الاستطلاع لا يتابعون أيا منها، ما يعني أن المزاج العام للشارع اللبناني لا يرغب في مشاهدة أعمال قائمة فقط على الحب.

نحن لسنا ضد الحب، لكن أن يتم اختصار مجتمع بأكمله في "التياب الحلوين" و"شاب قمر" و"ست قشطة" فهو ظلم كبير لشعب مستنير. أضاء الدنيا بمثقفيه ونجومه وأطباءه ومهندسيه ومعلميه، فألا يستحقوا أن تحكي عنهم الدراما؟!

يجب أن يأخذ صناع الدراما قرارا جريئا بمعالجة مواضيع تهم الشارع اللبناني، الذي فيما يبدو اتخذ قرارا بعد انفجار مرفأ بيروت بمقاطعة كل ما لا يعبر عن همومه وحياته، ولن يقبل بعد الآن أن يكون على الهامش في الفن كما فعلوا معه في السياسة.