بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

15 آب 2020 12:02ص الفلسطينيون يرفضون مقايضة تعليق الضم بالتطبيع

فلسطيني يرشق جنوداً للاحتلال خلال مواجهات في الخليل (أ ف ب) فلسطيني يرشق جنوداً للاحتلال خلال مواجهات في الخليل (أ ف ب)
حجم الخط
أعرب قادة العالم أمس عن أملهم في أن ينجح الاتفاق التاريخي لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل في إعادة إحياء محادثات السلام، بينما رأى الفلسطينيون في الخطوة «خيانة» لقضيتهم مؤكدين بأن الاتفاق يعرض المسجد الاقصى للخطر.  

وكان الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الثالث من نوعه الذي تبرمه إسرائيل مع دولة عربية، وعزز احتمال التوصل إلى اتفاقات مشابهة مع دول عربية أخرى. 

وتعهّدت إسرائيل بموجب الاتفاق بتعليق خطتها لضم أراض فلسطينية، في تنازل رحّبت به أوروبا وبعض الحكومات العربية التي رأت أنه يعزز الآمال بتحقيق السلام في المنطقة. 

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شدد على أن حكومته لن تتخلى عن خطط ضم غور الأردن والمستوطنات اليهودية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة. 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عن الاتفاق في تغريدة كتب فيها «إنه اختراق هائل». 

وأكد أن البلدين سيوقعان الاتفاق في البيت الأبيض في غضون نحو ثلاثة أسابيع، معيدا إلى الذاكرة اتفاقيات السلام السابقة بين العرب والإسرائيليين التي رعتها واشنطن. 

ومن شأن توقيع اتفاق تطبيع العلاقات أن يعزز فرص فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية في انتخابات تشرين الثاني. 

لكن السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس وصفت الاتفاق بأنه «خيانة» للقضية الفلسطينية، ودعت إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لإدانته، واستدعت «فوراً» سفيرها في أبوظبي. 

وعقب صلاة الجمعة في القدس، تظاهر المصلون خارج المسجد الأقصى ضد الاتفاق ووصفوه بـ»الخيانة». 

كما خرج فلسطينيون في أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة  في مسيرات للاحتجاج على الاتفاق. 

ورفضت القيادة الفلسطينية «مقايضة تعليق ضم غير شرعي بتطبيع إماراتي واستخدام القضية الفلسطينية غطاء لهذا الغرض»، على ما قال عباس الذي تحادث هاتفياً مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية. 

وأكد مصدر في الحركة لوكالة فرانس برس أن عباس وهنية اتفقا خلال مكالمة هاتفية على «رفض هذا الاتفاق المعلن، معتبرين أنه اتفاق غير ملزم للشعب الفلسطيني، ولن يتم احترامه». 

وأضاف المصدر أنهما «شددا على أن كل مكونات شعبنا تقف صفا واحدا في رفض التطبيع أو الاعتراف بالاحتلال على حساب حقوق شعبنا». 

وكان الترحيب هو السائد بالاتفاق في إسرائيل ووصفته يدعوت أحرونوت، أكبر صحيفة يومية من حيث المبيعات، بأنه «انفراجة جريئة».

وقال بعض المحللين إن نتنياهو خاطر بإثارة غضب مؤيديه عندما تراجع عن تعهداته المتعلقة بالضم من أجل إبرام الاتفاق.

وكتب بن كاسبيت في صحيفة معاريف «لقد كسب بعض النقاط لدى يسار الوسط الذي يحب الاتفاقات مع العرب لكنه خسر نقاطا أكثر بكثير لدى قاعدته من الناخبين المنتمين لليمين».

ويواجه نتنياهو محاكمة بتهم فساد وانتقادات لطريقة معالجته لأزمة جائحة كورونا. وأشاد بالاتفاق واعتبره نجاحا شخصيا في مساعي دمج إسرائيل في الشرق الأوسط.

وكتب نتنياهو على حسابه على تويتر باللغة العربية «اتصلت برئيس الموساد يوسي كوهين وشكرته على مساعدة الموساد في تطوير العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج على مدار السنين مما ساعد في نضوج اتفاقية السلام مع الإمارات».

خليجيا، رحّبت البحرين وسلطنة عمان بالاتفاق الذي أوقف خطة ضم إسرائيلي لأراض فلسطينية، كما رحّبت مصر باتفاق يحول دون شروع إسرائيل في تنفيذ مخطط الضم. 

وشكر نتنياهو الدول الثلاث لترحيبها بالاتفاق وقال إن «اتفاق السلام» مع الإمارات «يوسّع دائرة السلام». 

كما أعربت سلطنة عمان أمس عن تأييدها لقرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل، وقال ناطق رسمي باسم الخارجية العمانية تأكيده «تأييد السلطنة قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن العلاقات مع إسرائيل».

وأفاد الاتحاد الأوروبي أن التطبيع سيصب في مصلحة إسرائيل والإمارات على حد السواء، لكن المتحدثة باسم مفوضية العلاقات الخارجية نبيلة مصرالي أكدت على التزام التكتل بحل الدولتين. 

وقالت «نحن على استعداد طبعا للعمل على استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين». 

بدوره، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاتفاق واصفا إياه بأنه «قرار شجاع» من جانب دولة الإمارات. وأعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في «أن يساهم بإرساء السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين» 

من جهته، هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي تستضيف بلاده سفارة إسرائيلية، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات وسحب سفير أنقرة لديها. 

وصرّح مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون الثقافة والدبلوماسية العامة عمر سيف غباش لفرانس برس أن الاتفاق هدفه تحقيق اختراق في الطريق المسدود الذي وصلت إليه الأمور في الشرق الأوسط وخدمة مصالح بلاده. 

وردا على سؤال حول ما إذا تمت استشارة الرياض مسبقا قال غباش «لم نتشاور مع أي جهة، ولم نبلغ أحدا، وكدولة ذات سيادة لا نشعر بأننا ملزمين بالقيام بذلك». 

وأضاف «نحن الآن بصدد إبلاغ أصدقائنا وشركائنا وغيرهم في المنطقة عن سبب اتخاذنا لهذه الخطوة»، ولكن «من المتوقع ألا يصفّق الجميع... أو حتى يعلّقوا، وهذا مفهوم». 

وتابع «اتخذنا القرار كدولة ذات سيادة مع مراعاة مصالحنا وحساباتنا الخاصة». 

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يساهم تعليق إسرائيل ضم المستوطنات بموجب اتفاق التطبيع مع الإمارات في إتاحة «فرصة للزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للانخراط مجدّداً في مفاوضات جادّة تحقّق حلّ الدولتين»، بحسب ما أفاد متحدث باسمه.

(أ ف ب - رويترز)