بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

26 حزيران 2019 12:41ص ترامب يواصل الحرب الكلامية: سنمحو أجزاء من إيران

طهران تصعِّد نووياً: العقوبات على خامنئي أغلقت الدبلوماسية

إيرانيتان تجلسان في إحدى المقاهي في طهران (أ ف ب) إيرانيتان تجلسان في إحدى المقاهي في طهران (أ ف ب)
حجم الخط
ارتفعت حدة التوتر بشأن الملف الإيراني امس مع إعلان طهران عزمها على وقف الالتزام ببندين آخرين من الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي المبرم عام 2015، في الوقت الذي تواصل فيه التصعيد الكلامي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هدد بمحو أجزاء من إيران إذا هاجمت ايران  «أي شيء أميركياً» فيما قالت إيران إن العقوبات الأميركية الجديدة أجهضت كل الفرص الدبلوماسية.

وقال ترامب على تويتر بعد أيام من وقف هجوم أميركي على أهداف إيرانية قبل دقائق من شنه «أي هجوم من إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة وكاسحة». 

وأضاف «في بعض المناطق كاسحة تعني المحو».

وقال ترامب على تويتر «بيان إيران الذي ينطوي على جهل شديد وإهانة، والذي صدر اليوم (أمس)، إنما يظهر فحسب أنهم لا يدركون الواقع. أي هجوم من إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة وكاسحة. في بعض المجالات كاسحة تعني المحو».

ووقع ترامب أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات على الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي وعدد من كبار المسؤولين. 

ومن المتوقع فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في غضون الأيام المقبلة.

وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على تويتر «فرض عقوبات غير مجدية على الزعيم الأعلى الإيراني خامنئي وزعيم الدبلوماسية الايرانية (ظريف) يمثل إغلاقا دائما لمسار الدبلوماسية».

وأضاف:«إدارة ترامب اليائسة تدمر الآليات الدولية الراسخة للحفاظ على السلام والأمن العالميين».

وتأتي هذه التحركات بعد إسقاط إيران لطائرة مسيرة أميركية الأسبوع الماضي وإلغاء ترامب لضربة جوية ردا على ذلك قبل دقائق من تنفيذها. 

وكان ذلك الهجوم سيمثل أول ضربة أميركية لإيران على مدى عقود من العداء بين البلدين.

وفي كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة  قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العقوبات على خامنئي لن يكون لها أي تأثير عملي لأنه لا يملك أرصدة في الخارج.

ووصف روحاني الإجراءات الأميركية بأنها مؤشر على يأس الولايات المتحدة ووصف تصرفات البيت الأبيض بأنها «متخلفة عقليا».

وقال روحاني «تصرفات البيت الأبيض تدل على أنه متخلف عقليا... وصبر طهران الاستراتيجي لا يعني أننا نشعر بالخوف».

من جهته، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بالتآمر لشن حرب على إيران.

وكتب ظريف قائلا «هل تريدون معرفة لماذا يبدو الأشخاص الذين لهم سجل مثبت في احتقار الدبلوماسية مهتمين فجأة بالمحادثات؟ ما عليكم سوى أن تقرأوا وصفة جون بولتون لتدمير خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)». 

وأرفق بالتغريدة رابطا لمقال من عام 2017 كتبه بولتون في إطار المراجعة الوطنية.

وكانت ايران أعلنت في أيار  أنها ستوقف التزامها بالحدّ من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب الذي كانت تعهدت به وفقاً للاتفاق الموقع في فيينا. 

وبموجب هذا الإعلان، يُفترض أن تتجاوز الخميس رمزياً، احتياطاتها من اليورانيوم المخصب حدّ 300 كلغ المنصوص عليه في الاتفاق. غير أن الجمهورية الإسلامية ذهبت الثلاثاء أبعد من ذلك: فقد أعلنت أنها ستوقف ابتداء من السابع من تموز

الالتزام ببندين آخرين من الاتفاق، حسب ما جاء في مذكرة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية علي شمخاني، ونقلتها وكالة أنباء «فارس». 

وهذا يعني أن طهران ستوقف التزامها بالقيود المفروضة في ما يتعلّق بـ«نسبة تخصيب اليورانيوم» (المحددة بـ3،67٪بموجب اتفاق فيينا). 

ويمكن أن تستأنف أيضا مشروع بناء مفاعل آراك (وسط) للمياه الثقيلة الذي أوقف العمل به بموجب الاتفاق. وتحدث شمخاني في المذكرة عن ضيق صدر طهران حيال وعود الأوروبيين الذين يقولون إنهم يريدون إنقاذ الاتفاق منذ الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة منه في أيار 2018 لكنهم يواجهون صعوبات في إيجاد سبل لتحقيق ذلك. 

ويأتي قرار طهران وقف الالتزام ببندين آخرين من الاتفاق وسط اجواء توتر شديد مع واشنطن التي اتهمتها إيران الثلاثاء بأنها «أغلقت مسار الدبلوماسية بشكل نهائي»، غداة إعلان فرض عقوبات أميركية جديدة. ووصف ترامب ردّ إيران بأنه «مهين وينمّ عن جهل» محذّراً من أن أي هجوم على المصالح الأميركية سيؤدي إلى ردّ «ساحق».

 وقُطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن عام 1980 إثر احتجاز رهائن في السفارة الأميركية في طهران في أعقاب الثورة الإسلامية. وأتاح انفتاح بين البلدين في ظل إدارة باراك أوباما، إبرام اتفاق فيينا.

والتزمت طهران بموجب هذا الاتفاق، بعدم حيازة السلاح الذري وبالحدّ من برنامجها النووي بشكل كبير مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية التي كانت تخنق اقتصادها.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تزال إيران تحترم تعهداتها في هذا الإطار. لكن منذ وصوله إلى الحكم، اتخذ ترامب موقفاً عدائياً حيال إيران متهماً إياها بالسعي لحيازة السلاح الذري وبـ«رعاية الإرهاب».

 ولطالما نفت طهران من جهتها نيتها حيازة السلاح الذري. ونددت روسيا، حليفة إيران، امس بالعقوبات الأميركية الجديدة على إيران معتبرة أنها «متهورة» و«مزعزعة للاستقرار».

وأشارت، بلسان أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف امس، إلى أنها تملك «معلومات» تفيد أن الطائرة المسيّرة التي أسقطتها طهران في العشرين من حزيران ، كانت «ضمن المجال الجوّي الإيراني» كما تقول الجمهورية الإسلامية. 

وتؤكد واشنطن أن الطائرة كانت في المجال الجوي الدولي. 

 في باريس حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان  من أن انتهاك إيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015 سيشكل «خطأ فادحاً» و«رداً سيئاً على الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة» على طهران.

 وقال أمام الجمعية الوطنية إن «الخارجية الفرنسية والألمانية والبريطانية تحركت بكامل أجهزتها لجعل إيران تفهم أن ذلك لن يكون في مصلحتها»، داعياً إلى «العمل معاً لتجنّب التصعيد».

وكان مجلس الأمن الدولي دعا الاثنين إلى الحوار لمعالجة تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وايران، في إعلان صدر بإجماع أعضائه الـ15. وقال لودريان إن في حال انتهاك هذا «الاتفاق الجيّد»، «سندخل في آلية لتسوية الخلافات في مجلس الأمن سيكون لها وقع سلبي جداً على مجمل المنطقة».

 (ا.ف.ب-رويترز)