بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

24 تموز 2020 12:40م زلّة قدمٍ أميركيّة في أجواء سوريا.. وطهران تتّهم واشنطن بالقرصنة الجويّة!

حجم الخط

شغلت حادثة طائرة الركاب الإيرانيّة في الأجواء السوريّة بينما كانت متّجهة إلى بيروت، دائرة الاهتمام الدوليّ، وباتت محور البيانات المضادّة بين واشنطن وطهران، بعد أن تنصّلت "إسرائيل" من أصابع الاتّهام التي وجهت إليها في البداية، إثر الكشف عن هذا التطوّر اللافت.

فبعد أن تكشّفت هويّة المقاتلتين اللتين اعترضتا الطائرة الإيرانيّة، أوضح المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركيّة، كابتن بيل أوربان، بأنّ مقاتلة حربيّة أميركيّة من طراز F-15، وخلال "مهمة جويّة روتينيّة"، أجرت "معاينة بصريّة قياسيّة" لطائرة ركاب إيرانيّة مملوكة لشركة "ماهان"، في مسافة آمنة تبلغ حوالي 1000 متر، في الأجواء المحيطة بقاعدة التنف في سوريا، و"فور التعرّف على هوية الطائرة المدنيّة الإيرانيّة، قامت المقاتلة الحربيّة الأميركيّة بالابتعاد عنها".

المتحدث أوضح أنّ التفتيش وقع بالقرب من قاعدة "التنف"، التي يستخدمها التحالف الدوليّ لمحاربة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، وهي قاعدة صغيرة في سوريا بالقرب من الحدود العراقيّة الأردنيّة، وكانت مسرحًا لاشتباكات بين الولايات المتحدة والموالين للنظام السوري وإيران.

هذا ولم تشرح القيادة المركزيّة، سبب إجراء التفتيش، لكنّ مسؤول دفاعيّ قال لـCNN، إنّ طائرتين أميركيتين من طراز F-15 اقتربتا من الطائرة الإيرانيّة، مشيرًا إلى أنّه تم إرسال واحدة فقط لتحديد الهوية بصريًا.

من جهتها، قالت لعيا جنيدي، مساعدة الرئيس الإيرانيّ للشؤون القانونيّة إنّ اعتراض المقاتلات الأميركيّة لطائرة الركاب الإيرانيّة، وبخاصة في أجواء دولة ثالثة، انتهاك صارخ لأمن الملاحة الجوية، معتبرة أنّ التوضيحات التي قدمتها القيادة الأميركيّة الوسطى بشأن الحادثة غير مبررة وتفتقر للوجهة القانونيّة.

إلى ذلك، أشارمصدر مطلع في شركة "ماهان" الإيرانيّة للطيران إلى أنّ اعتراض المقاتلات الأميركيّة لطائرة الشركة المدنيّة، يعتبر خطوة عدائيّة واستفزازيّة، مفيدًا بأنّ الشركة ستتابع القضية من الناحية القانونيّة.

المصدر أكد أنّ الطائرة كانت تسير في الممر الجويّ الدوليّ وعلى الارتفاع المسموح به، مع مراعاة معايير الطيران كافة، مشيرًا إلى أنّ الطائرة كانت تشغل أجهزة التتبع وأرسلت معلومات الرحلة كافة ونوع الطائرة إلى الرادارات غير العسكريّة في المنطقة.

كما أكد المصدر المطلع في شركة ماهان، أنّ الشركة تعمل على إعداد بيان رسميّ حول الحادثة وستعلن عن خطواتها لمتابعة القضية من الناحية القانونيّة.

يأتي ذلك فيما كانت الخارجيّة الإيرانيّة، قد حمّلت الولايات المتحدة، مسؤوليّة سلامة طائرة الركاب الإيرانيّة التابعة لشركة "ماهان" الإيرانيّة.

إذ نقلت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة "إيرنا"، عن المتحدث باسم الخارجيّة الإيرانيّة عباس موسوي، مساء الخميس، أنّ السلطات بدأت تحقيقاتها في الحادث، مشيرًا إلى أنّه بعد استكمال التحقيق سيتمّ اتخاذ الإجراءات السياسيّة والقانونيّة اللازمة.

موسوي أضاف أنّ مندوب إيران في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أبلغ الأمين العام أنطونيو غوتيريش، بتفاصيل الحادث، مع التأكيد أنّه في حالة وقوع أيّ حادث للطائرة خلال رحلة عودتها إلى طهران، فإنّ إيران "تحمّل أميركا المسؤوليّة، لافتًا إلى أنّه تمّ تسليم هذه الرسالة للسفير السويسري في طهران، بصفته ممثلًا للمصالح الأميركيّة في طهران.

هذا وقد تعرّض عدد من ركاب الطائرة الإيرانيّة لإصابات، نتيجة انخفاض الطائرة بشكل مفاجئ، بعد اقتراب المقاتلتين الأميركيّتين من الطائرة التي كانت في طريقها إلى بيروت، في الأجواء السوريّة.

الوكالة أوضحت أنّ السلطات الإيرانيّة، بصدد اتخاذ إجراءات دبلوماسيّة وقانونيّة بهدف إعلان الاحتجاج الرسميّ، تجاه ما وصفته بـ "القرصنة الجويّة من قبل مقاتلات الجيش الأميركيّ، وتهديد أرواح ركاب الطائرة المدنيّ".

كما نقلت الوكالة الإيرانيّة، عن قائد طائرة الركاب أنّه تواصل مع قائدي الطائرتين الحربيّتين، للمطالبة بالتزام مسافة الأمان اللازمة، مؤكدًا أنّ المقاتلتين تابعتين للولايات المتحدة، على عكس ما أشارت إليه تقارير إيرانيّة أوليّة حول أنّ الطائرتين إسرائيليّتين.

فإيران كانت قد اتهمت في بادئ الأمر "إسرائيل" بمضايقة طائرتها في الأجواء السوريّة، حيث أفادت وكالة أنباء الإيراني (IRIB) أمس، بأنّ طائرة مقاتلة إسرائيليّة اقتربت من طائرة ركاب إيرانيّة فوق المجال الجويّ السوريّ، مما دفع الطيار إلى تغيير ارتفاعه بسرعة لتجنّب الاصطدام.

لكن مصادر إسرائيليّة وصفتها قناة"i24" بـ "الرفيعة" نفت التقارير الإيرانيّة فور تناقلها من طرف وسائل الإعلام.