بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

21 نيسان 2018 12:38ص لافروف يتّهم واشنطن بـ«قصف مفاوضات جنيف»

أسبوع على ضربة سوريا.. توتُّر دبلوماسي ومهمّة المحقِّقين مجمّدة

حجم الخط
قبل أسبوع شنت ثلاث دول غربية ضربات ضد مواقع سورية رداً على هجوم كيميائي مفترض، في خطوة أثارت توتراً دبلوماسياً ولم تغير مسار النزاع، في وقت تُتهم دمشق بعرقلة مهمة بعثة تقصي الحقائق الى دوما. 
واستبقت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في 14 نيسان وصول محققي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى دمشق، وشنت ضربات ضد ثلاثة مواقع سورية بعدما تحدثت عن «أدلة» لديها ووجهت أصابع الاتهام لدمشق بالوقوف خلف الهجوم. 
وجددت فرنسا،مطالبتها بتسهيل وصول الخبراء الدوليين المكلفين التحقيق في هجوم كيميائي مفترض في مدينة دوما قرب دمشق «في شكل كامل وفوري ومن دون معوقات».
 وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في بيان «حتى الساعة، لم يتمكن محققو منظمة حظر الاسلحة الكيميائية من الوصول الى موقع الهجوم الكيميائي في دوما.
 اذا كانت روسيا وسوريا قد وفتا بالتزاماتهما في نهاية المطاف، فان هذا الامر يكون قد تطلب منهما خمسة عشر يوما على الاقل».
 واضاف: «الارجح ان هذا الموقف يهدف الى ازالة الادلة والعناصر المادية المرتبطة بالهجوم الكيميائي في مكان حصوله»، مجددا المطالبة بتسهيل وصول فريق المنظمة «في شكل كامل وفوري ومن دون معوقات». 
  وتابع لودريان: «منذ ايام عدة، تكثف روسيا التصريحات الرسمية المتناقضة حول الهجوم الكيميائي في دوما. 
فمرة تقول ان الهجوم الكيميائي لم يحصل ومرة تنسبه الى مجموعات مسلحة ومرة تتحدث عن تلاعب غربي. ليس هناك اي حرص على الحقيقة ما دام الهدف اشاعة الشكوك والبلبلة». 
 من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا إن المنظمة الدولية تضغط من أجل قيام مفتشي  الكيميائي «بإنجاز مهمتهم» في دوما .
 وأبلغ دي ميستورا الصحفيين بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو بأن الأمم المتحدة تدفع المفتشين لفحص الموقع الذي يعتقد أنه شهد هجوما بالغاز «بأسرع ما يمكن دون أي تدخل».
بدوره اتهم  لافروف امس الولايات المتحدة وحليفتيها فرنسا وبريطانيا بـ «قصف مفاوضات جنيف» حول النزاع السوري حين وجهت ضربات عسكرية في سوريا الاسبوع الفائت. 
وصرح لافروف اثر لقائه دي ميستورا في موسكو «يوم 14 نيسان ، لم يقتصر القصف في سوريا على مواقع كيميائية تم اختلاقها، بل (شمل) ايضا مفاوضات جنيف» التي جرت برعاية الامم المتحدة. 
واضاف «بعد مؤتمر سوتشي وقمة الرؤساء الروسي والتركي والايراني، كنا على وشك ان نحيي في جنيف حوارا فعليا بين السوريين، (يتناول) قبل كل شيء اصلاحا دستوريا»، معتبرا ان الضربات الغربية بددت هذه الفرصة.
 من جهته، شدد دي مستورا على ضرورة «خفض التوتر» في الملف السوري، مبديا امله في «استمرار» قناة التواصل بين موسكو وواشنطن.
 وقال «نحتاج الى نزع سياسي لفتيل التفجير، وليس فقط عسكريا، وآمل بان يكون ذلك ممكنا عبر مباحثات مقبلة». 
واضاف «انا مرتاح جدا لمعرفة ان هناك التزاما قويا من جانب روسيا للتقدم نحو عملية سياسية (...) رغم ما حصل الاسبوع الفائت. من المهم طي صفحة هذا الهجوم الكيميائي المفترض». 
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله امس إن الضربات الجوية الأميركية في سوريا هذا الأسبوع تحل روسيا من أي التزام أخلاقي يمنعها من تسليم أنظمة إس-300 الصاروخية المضادة للطائرات لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد.
ونسب إلى لافروف قوله أيضا إنه قبل الضربات الأميركية على أهداف سورية أبلغت موسكو مسؤولين أميركيين بالمناطق السورية التي تمثل «خطوطا حمراء» بالنسبة لها وأضاف أن الجيش الأميركي لم يتجاوز هذه الخطوط.
وقال قائد في الجيش الروسي إن موسكو تبحث تزويد سوريا بأنظمة إس-33
الي ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله إن موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سوريا فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها.
ونسبت الوكالة إلى ريابكوف قوله لتلفزيون دويتشه فيله «لا نعرف كيف سيتطور الوضع فيما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سوريا دولة واحدة».
في غضون ذلك عرضت واشنطن وباريس ولندن مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يتناول للمرة الأولى الجوانب الكيميائية والانسانية والسياسية للنزاع السوري، ويفرض على دمشق «وضع حد نهائي للبرنامج الكيميائي السوري». إلا أن روسيا اعتبرت المبادرة «سابقة لأوانها». 
وبعد أسبوع من تبادل الاتهامات والتصعيد الكلامي في قاعات مجلس الأمن، سيبحث السفراء الى الأمم المتحدة عن قاعدة مشتركة حول سوريا خلال خلوة لثلاثة أيام في مزرعة في جنوب السويد بدءاً من امس. 
 ويندد المشروع السابق باستخدام الاسلحة الكيميائية في دوما قرب دمشق في السابع من نيسان ، في حين تندد الصيغة الجديدة التي حصلت فرانس برس على نسخة منها ب»الاشارة» الى استخدام هذا السلاح في اليوم المذكور.
  ويعقد اعضاء مجلس الامن نهاية الاسبوع «خلوة» في السويد مخصصة للنزاع السوري. واوضح دبلوماسيون انه سيتم التطرق خلالها الى المشروع المعدل من دون التفاوض في شأنه. 
  ميدانيا ، تعرض مخيم اليرموك في جنوب دمشق لقصف كثيف امس لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت أبدت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين خشيتها على مصير آلاف المدنيين في المخيم ومحيطه. 
وأفاد المرصد أن «قوات النظام كثفت الجمعة قصفها على أحياء عدة تحت سيطرة تنظيم داعش في جنوب دمشق بينها حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين»، حيث اندلعت معارك عنيفة بين الطرفين تزامنت مع ضربات جوية.  وتأتي هذه الضربات في «اطار استكمال العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش لتطهير محيط مدينة دمشق من الإرهاب». ويرد التنظيم باطلاق قذائف على الأحياء المجاورة، ما تسبب بمقتل مدني وفق المرصد في وقت أفادت سانا عن اصابة خمسة مدنيين بجروح ا ، غداة مقتل أربعة مدنيين واصابة 52 آخرين الخميس. 
وأبدت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) في دمشق في بيان امس»قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين» مع استمرار «القصف واطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه».
 (ا.ف.ب-رويترز)