بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

14 شباط 2019 06:06ص لقاء إسرائيلي عُماني في مؤتمر وارسو

واشنطن متفائلة .. وباريس لتبادل السفراء مع طهران

حجم الخط
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي على هامش مؤتمر وارسو الذي ترعاه الولايات المتحدة ويتركز حول ردع إيران.
وبدأ وزراء للخارجية ومسؤولون كبار من 60 دولة في العاصمة البولندية أمس اجتماعاتهم حيث تأمل الولايات المتحدة في زيادة الضغط على إيران برغم مخاوف دول أوروبية كبرى من زيادة التوتر مع طهران.
ويسلط غياب وزراء خارجية القوتين الأوروبيتين الكبيرتين ألمانيا وفرنسا الضوء على التوتر مع الاتحاد الأوروبي بسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع إيران وإعادة فرض العقوبات عليها.
وظهر نتنياهو في مقطع فيديو أصدره مكتبه وهو يقول لبن علوي، الذي استضافت بلاده رئيس الوزراء الإسرائيلي في  تشرين الأول، «كثيرون يحذون حذوكم، ودعوني أقول إن من بينهم بعض الموجودين في هذا المؤتمر».
من جهته قال بن علوي مخاطبا نتنياهو «يعاني الناس في الشرق الأوسط كثيرا لأنهم عالقون في الماضي. نقول الآن إن هذا عصر جديد من أجل المستقبل».
والمؤتمر الذي يستمر على مدى يومين أبرز الانقسامات، إذ قرر حلفاء أميركا الأوربيون المشاركة بمستوى تمثيلي متدنٍ وسط عدم ارتياح من الدعوات الصارمة التي وجهها الرئيس دونالد ترامب لخنق الاقتصاد الإيراني.
وانضم مساء أمس نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الحكومة البولندية لاستقبال الضيوف على العشاء في القلعة الملكية في مدينة وارسو القديمة.
وفي حين لا يزال برنامج المؤتمر غامضاً، ستعقد الجلسة الرئيسية اليوم عندما سيقوم كل من بنس وبومبيو ونتنياهو بطرح ملاحظات في حين كُلفت مجموعات عمل مناقشة المسائل المطروحة.
وقال بومبيو مساء الثلاثاء في مستهل زيارته لبولندا «هذا ائتلاف عالمي يجري بناؤه لتحقيق المهمة الهامة المتمثلة في الحد من المخاطر طويلة الأمد المتأتية من منطقة الشرق الأوسط».
ومن المرجح أن يلقي نتنياهو كلمة يهاجم فيها إيران ويتعهد بمواصلة ضرب القوات الإيرانية إلى أن تغادر سوريا التي مزقتها الحرب ولم يستبعد توجيه ضربة عسكرية لتدمير البرنامج النووي لطهران.
وهون بومبيو من شأن غياب وزراء أوروبيين بارزين عن المؤتمر وذلك خلال توقف في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا الثلاثاء قبل أن يتوجه إلى وارسو.
وقال في مؤتمر صحفي «بعض الدول سيحضر وزراء خارجيتها والبعض الآخر لا. هذا هو اختيارهم».
وأضاف «نعتقد أننا سنحقق تقدما حقيقيا. نعتقد أنه ستكون هناك عشرات الدول التي تعمل بجدية من أجل شرق أوسط أفضل وأكثر استقرارا، وآمل أن نحقق ذلك بحلول وقت مغادرتنا  الخميس (اليوم)».
وبينما فتحت دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا قناة جديدة للتجارة بغير الدولار مع إيران لتفادي العقوبات الأميركية وإنقاذ الاتفاق النووي، فقد انتقدت تلك الدول برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وقال مسؤول أميركي كبير بشأن جدول أعمال مؤتمر وارسو «ستكون هناك مناقشات بشأن نفوذ إيران في الشرق الأوسط، ما الذي يمكننا فعله للمساعدة في حمل إيران على أن تكون في وضع أكثر نفعا، وللتصدي بشكل جماعي لبعض من سلوكها الضار في المنطقة».
ومن بين الخلافات الأخرى بشأن السياسة، عبر حلفاء واشنطن الأوروبيون أيضا عن القلق إزاء قرار ترامب بسحب القوات الأميركية من سوريا.
ويتحدث في المؤتمر أيضا جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس ترامب، بشأن خطط الولايات المتحدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن غير المرجح أن يخوض كوشنر في كثير من تفاصيل الخطة، غير أن هذه ستكون إحدى المناسبات الأولى التي يتحدث فيها علنا عن المساعي الأميركية.
وقال المسؤولون الفلسطينيون إنهم لن يحضروا مؤتمر وارسو بسبب قرار واشنطن نقل السفارة الأميركية إلى القدس. 
ولم يتضح من الوزراء الذين سيحضرون نظرا لأن المنظمين رفضوا نشر قائمة بالمشاركين قبل المؤتمر.
واستضافة المؤتمر فرصة لحكومة المحافظين في بولندا لتعزيز العلاقات مع واشنطن في وقت يواجهون فيه عزلة متزايدة داخل الاتحاد الأوروبي وسط نزاع حول التزام الحكومة بمعايير سيادة القانون.
وقال بيوتر بوراس مدير مكتب وارسو في المجلس الأوروبي للعلاقات الخاجية وهو مؤسسة بحثية «هذا جهد واضح للتأكيد على رغبتهم في إرضاء واشنطن».
وأضاف «أهداف المؤتمر تحددها أيضا الولايات المتحدة وليس بولندا. بولندا ليست سوى المنفذ».
لكن وزير الخارجية البولندي ياسيك تشابوتوفيتش إن التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة ضروري لحل المشكلات في الشرق الأوسط.
وقال في تصريحات للصحفيين في وارسو «الاتحاد الأوروبي في رأيي لا يتمتع وحده بثقل سياسي يكفي لمحاولة التأثير فعليا في الوضع في الشرق الأوسط».
وأضاف «لا يمكننا ممارسة نفوذ إيجابي وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط إلا بالعمل مع الولايات المتحدة، وبصورة أعم مع مجتمع الدول الديمقراطية».
في المقابل أكد وزير خارجية إيران جواد ظريف امس أن مؤتمر وارسو «ولد ميتاً». 
وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي في طهران «إنه مسعى جديد تبذله الولايات المتحدة في إطار هوسها الذي لا أساس له إزاء إيران». 
وأضاف «أعتقد أن مؤتمر وارسو وُلد ميتاً». وقال إن واشنطن لا يهمها مطلقاً أن يكون المؤتمر منبراً لتبادل الآراء بين الدول الستين المشاركة. 
وأضاف «أعتقد أن حقيقة أنهم لا يهدفون إلى إصدار أي نص متفق عليه، ولكن بدلا من ذلك يحاولون استخدام تصريحاتهم نيابة عن الجميع، يظهر أنه ليس لديهم أي احترام هم أنفسهم لهذا المؤتمر». 
وقال «أنت لا تُحضر في العادة 60 بلدا ودولة للتحدث نيابة عنهم. هذا يشير إلى أنهم لا يعتقدون أن هناك ما يمكن أن يكسبوه من هذا الاجتماع». 
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن فرنسا وإيران بصدد تبادل السفيرين بعد أن علقت فرنسا ترشيح سفير لطهران العام الماضي بسبب مزاعم عن أن مسؤولين في المخابرات الإيرانية دبروا هجوما على جماعة معارضة في باريس.
وقال لو دريان أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان «احتججنا بشدة على محاولة الهجوم الذي أحبط في منطقة باريس والذي أدى لتعليق ترشيح سفير لنا في طهران وإلى رد طهران بالمثل».
وأضاف «لكننا بصدد التوصل لحل للوضع ما دامت إيران ستحافظ على الاتفاق (النووي) لعام 2015».
(أ ف ب - رويترز)