بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

10 كانون الأول 2018 01:05ص ماكرون يخاطب الفرنسيِّين اليوم لاحتواء الغضب

باريس تدعو ترامب إلى عدم التدخُّل في شؤونها

حجم الخط
يتناول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أزمة «السترات الصفراء» في خطاب للأمة اليوم، على ما أعلن قصر الاليزيه أمس، بعد أربعة اسابيع من تظاهرات الحركة المناهضة للحكومة والتي اتخذت منحى عنيفا. 
وقال مكتب ماكرون إنه سيوجه خطابا للأمة الساعة 19،00 ت.غ بدون مزيد من التفاصيل. وتوقعت وزيرة العمل مورييل بينيكو أن يعلن الرئيس «إجراءات فورية وملموسة» رداً على الأزمة، لكنها استبعدت أي زيادة اضافية للحد الادنى للاجور، الامر الذي يندرج ضمن مطالب الحركة الاحتجاجية. 
والتقي ماكرون صباح امس ممثلين للنقابات ومنظمات أصحاب العمل اضافة الى رئيسي جمعيتي اعضاء مجلسي النواب والشيوخ. 
وكان رئيس الوزراء إدوار فيليب صرح مساء السبت «حان وقت الحوار ويجب إعادة تشكيل الوحدة الوطنية». 
وبعد أسبوع من مشاهد العصيان في باريس، وعلى الرغم من تحذيرات السلطات، لم يتخل المتظاهرون في هذه الحركة الشعبية غير المسبوقة، عن التجمع السبت في العاصمة الفرنسية ومدن أخرى شهدت أيضا حالات فلتان.
وعلى المستوى الوطني، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسي أن 136 ألف شخص شاركوا في تحركات السبت من تظاهرات ونصب حواجز واعتصامات. 
وفي باريس كان عددهم أكبر من الأول من كانون الأول إذ بلغ عشرة آلاف (مقابل ثمانية آلاف في الأسبوع الماضي). 
ولتجنب مشاهد أقرب إلى حرب شوارع، قامت السلطات بتوقيف عدد قياسي من الأشخاص في انحاء فرنسا ناهز الفين معظمهم في باريس، وفق وزارة الداخلية. واثار هذا العدد امس انتقادات محامين في فرنسا. 
وقال آرييه عليمي المحامي في باريس وعضو رابطة حقوق الانسان عبر فرانس أنفو «تم اعتقال اشخاص أرادوا فقط التظاهر (...) حين يعتقل اشخاص لم يفعلوا شيئا، لمجرد الاعتقاد ان لديهم نيات خطيرة، فهذا يعني تغييرا في النظام». 
وتكررت السبت مشاهد أعمال العنف من إطلاق الغازات المسيلة للدموع في محيط جادة الشانزيليزيه وتكسير واجهات وإحراق سيارات في باريس، وكذلك صدامات في مدن كبيرة مثل بوردو وتولوز ومرسيليا ونانت، وإغلاق شوارع وحواجز على طرق. 
لكنها لم تصل إلى حجم مشاهد حرب الشوارع التي سجلت قبل أسبوع وأذهلت العالم عند قوس النصر أحد المواقع الرمزية لفرنسا، وفي عدد من الأحياء الراقية في العاصمة. 
وصرح وزير الاقتصاد برونو لومير للصحافيين امس خلال تفقده متاجر قرب محطة سان لازار في باريس «انها كارثة على الاقتصاد، انها كارثة على اقتصادنا». على الصعيد التجاري، تحدثت وزارة الاقتصاد عن تراجع عام للنشاط يناهز 15 في المئة بالنسبة الى المتاجر الكبرى وأربعين في المئة للمحال الصغيرة.
وأمس، قال جاك كريسيل المندوب العام للاتحاد النقابي للتجارة والتوزيع ان خسارة التجار «ستتجاوز مليار يورو». وبالنسبة الى السياحة، تراجعت حجوزات نهاية العام في الفنادق بنسبة لا تقل عن عشرة في المئة، بحسب التجمع الوطني لشبكات الفنادق. 
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان «رئيس الجمهورية سيتحدث (...) بداية الاسبوع واعتقد ان موقفه سيكون قويا بما فيه الكفاية لاحتواء التحرك او على الأقل ردع» مثيري الشغب. 
واضاف «اعلم، وهذا نلاحظه في بعض الدول، الى اي مدى تبدو الديموقراطية هشة، يمكن ان تكون عندنا على هذا النحو وادعو تاليا الى الحوار». وينتمي معظم ناشطي «السترات الصفراء» الى الطبقات الشعبية والوسطى ويرفضون السياسة الضريبية والاجتماعية لايمانويل ماكرون.
 وأصيبت فئات اخرى مثل الطلاب والعمال والمزارعين بعدوى تحركهم في الاسابيع الاخيرة. ولم تتمكن الحكومة الفرنسية تحت ضغط هذه الحركة، حتى الان من تقليص هذه الهوة الاجتماعية. 
وفي هذا السياق، لم يتح تراجع الحكومة عن رفع اسعار الوقود، وهو اول مطلب لـ«السترات الصفراء»، احتواء النقمة على النخب السياسية والاحزاب التقليدية. 
رد على ترامب 
من جهته، قال جان إيف لو دريان وزير الخارجية الفرنسي  إنه يتعين على الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم التدخل في شؤون فرنسا بعدما انتقد ترامب الحكومة الفرنسية في تغريدتين تعليقا على أحداث العنف في باريس.
وقال ترامب السبت «اتفاقية باريس ليست أفضل ما يناسب باريس. الاحتجاجات والشغب في كل أنحاء فرنسا».
وأضاف «الناس لا يرغبون في دفع كثير من الأموال يذهب معظمها لدول العالم الثالث... من أجل حماية البيئة. إنهم يرددون «نريد ترامب». كم أحبك يا فرنسا».
وقال لو دريان لتلفزيون (إل.سي.إي) «مظاهرة السترات الصفراء لم تكن احتجاجا باللغة الإنكليزية على حد علمي».
وأضاف أن الصور التي نُشرت في الولايات المتحدة لأشخاص يهتفون «نريد ترامب» جرى التقاطها ضمن زيارة لترامب إلى لندن قبل عدة شهور.
وفي تغريدة ثانية قال ترامب «يوم حزين وليلة حزينة للغاية في باريس... ربما حان الوقت لإنهاء اتفاقية باريس السخيفة والمكلفة للغاية وإعادة الأموال إلى الناس على شكل خفض الضرائب».
ورد وزير الخارجية الفرنسي بأن الحكومة الفرنسية لا تعلق على الشؤون السياسية الأميركية وأن ذلك هو ما يجب على واشنطن اتباعه.
وتابع «أقول لدونالد ترامب، كما يقول له رئيس الجمهورية أيضا، نحن لا نتدخل في المناقشات الأميركية. دعنا نعيش حياتنا في بلدنا».
وأضاف أن معظم الأميركيين لا يوافقون على قرار ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.
(ا.ف.ب - رويترز)