بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

1 شباط 2019 05:44م واشنطن تنسحب من معاهدة الصواريخ.. وتوارب الباب لروسيا

الناتو يدعم القرار الأميركي

حجم الخط
قررت واشنطن تعليق التزاماتها في معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى التي أبرمت بعد توقيع الرئيس الأميركي رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف، خلال  الحرب الباردة عام 1987، وجاء القرار بحجة انتهاك روسيا للمعاهدة، الا أن واشنطن تركت الباب مواربا أمام موسكو للتفاوض خلال مهلة الستة أشهر.

وقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب في بيان إنه ابتداء من السبت "ستعلق الولايات المتحدة كافة التزاماتها بمعاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة والبدء في عملية الانسحاب من المعاهدة والتي ستكتمل خلال ستة أشهر، إلا إذا عادت روسيا للالتزام بالمعاهدة وتدمير جميع الصواريخ والمنصات والمعدات التي تنتهكها".

وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة التزمت بالمعاهدة بشكل كامل لمدة تزيد عن 30 عاماً، ولكننا لن نبقى مقيدين ببنودها فيما لا تفعل روسيا ذلك".

رغبة في التفاوض
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أثناء إعلانه عن القرار في مؤتمر صحافي، أن واشنطن لا تزال راغبة في الدخول في مفاوضات مع روسيا حول ضبط الأسلحة، وتأمل في أن تلتزم روسيا بالمعاهدة.

وأضاف "تأمل الولايات المتحدة أن نتمكن من إعادة علاقاتنا مع روسيا إلى وضع أفضل، ولكن الكرة في ملعب روسيا لتغيير مسارها الذي يتميز بالنشاطات المزعزعة للاستقرار ليس فقط في هذه المسألة ولكن في العديد من المسائل الأخرى".

الناتو يؤيد
من جهته أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) الجيوم تأييده الكامل لقرار الولايات المتحدة تعليق التزاماتها بمعاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى المبرمة مع موسكو، معتبرا أن روسيا انتهكت هذا الاتفاق.

جاء ذلك بعدما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في وقت سابق، أن القادة العسكريين سيبدأون الاستعداد "لعالم دون معاهدة +آي إن إف+" لكنه أكد في نفس الوقت التزام الحلف بخفض الأسلحة.

وقال الحلف في بيانه اليوم إن "الحلفاء يدعمون هذا العمل بالكامل".

وأصدر الحلف بيانا باسم الدول الأعضاء في مجلسه بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعليق واشنطن لالتزاماتها بموجب المعاهدة.

وتجاوزت روسيا الموعد الذي حددته الولايات المتحدة لتفكيك نظامها الجديد للصواريخ المتوسطة المدى الذي تؤكد موسكو أنه لا ينتهك المعاهدة.

وجاء في البيان أن "الولايات المتحدة تقوم بهذه الخطوة ردا على المخاطر الكبيرة على الأمن الأوروبي الأطلسي التي يشكلها قيام روسيا باختبارات سرية وبإنتاج ونشر منظومة إطلاق الصواريخ العابرة "9ام729"".

إلا أن الحلف قال إن بدء انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة سيستغرق ستة أشهر، ما يمنح روسيا آخر فرصة لتدمير نظامها الصاروخي المثير للخلاف. وقال الناتو "نواصل التطلع إلى علاقة بناءة مع روسيا عندما تجعل تصرفات روسيا ذلك ممكنا".

وأضاف "ندعو روسيا إلى استغلال الأشهر الستة المتبقية للعودة إلى الامتثال الكامل بالمعاهدة الذي يمكن التحقق منه للحفاظ على معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى".

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الرقابة على التسلح والأمن الدولي، أندريا تومبسون، في الاول من أمس، أن واشنطن ستوقف العمل بمعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في الموعد المحدد، يوم 2 شباط/ فبراير المقبل، إن لم تقدم روسيا أدلة على التزامها بتنفيذ المعاهدة.

الموقف الروسي
أعربت روسيا عن أسفها من انسحاب واشنطن المتوقع من معاهدة خفض الصواريخ النووية المتوسطة المدى(آي إن إف).

وأجرت روسيا والولايات المتحدة محادثات خلال الأشهر الأخيرة لإنقاذ الاتفاقية لكن دون جدوى.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "نأسف جميعا لأنه سيتم تطبيق هذا القرار على الأرجح خلال الأيام المقبلة".

وأضاف "اتُّخذ قرار الانسحاب من المعاهدة في واشنطن منذ مدة طويلة".

وحذرت الولايات المتحدة من أنها ستبدأ عملية انسحاب من المعاهدة تستغرق ستة أشهر اعتبارا من الثاني من شباط/فبراير، إلا إذا سحبت روسيا منظومتها الصاروخية الأرضية "9إم729"، التي تعتبر واشنطن أنها تشكل انتهاكا للاتفاق.

خطوات أحادية
وأكد كبير المفاوضين من الجانب الروسي، نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، في مقابلة تم بثها الجمعة أن موسكو تلتزم بالمعاهدة.

وقال ريابكوف "نعتقد أن المعاهدة ضرورية. إنها تخدم مصالح أمننا وأمن أوروبا". وأضاف "سيكون في غاية اللامسؤولية أن يتم تقويضها عبر خطوات أحادية".

واعتبر ريابكوف أن واشنطن تنوي إطلاق سباق تسلح جديد لن يكون بإمكان روسيا الفوز فيه. وقال "إنهم على الأرجح يبدأون سباقا لإنهاكنا اقتصاديا".

والتقى مسؤولون روس وأميركيون الخميس لمناقشة المسألة على هامش اجتماع ضم أعضاء مجلس الأمن الدائمين الخمسة في بكين لكن دون إتحقيق أي تقدم.

توتر
وتصاعد التوتر على مدى شهور بشأن مصير المعاهدة، حيث تتهم واشنطن روسيا بانتهاك المعاهدة التي تحظر صواريخ يمكن إطلاقها من الأرض ، يبلغ مداها من 500 إلى 5500 كلم.

واستعرض الجيش الروسي الأسبوع الماضي منظومة "9إم729" ذات القدرات النووية أمام عدسات الإعلام ومسؤولين عسكريين أجانب في محاولة لإثبات بأنها لا تنتهك المعاهدة.

وتصر روسيا على أن المدى الأقصى للصواريخ يبلغ 480 كلم، أي ضمن المسموح. إلا أن واشنطن تقول إن صاروخ كروز الذي تم عرضه لا يثبت ذلك.

المصدر: "اللواء"