بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آذار 2019 04:03م النجمة يفقد مؤسسه.. كيف حول أنيس رضوان فريق الحي لأعرق نادٍ عربي؟

حجم الخط
نعى نادي النجمة عبر حسابه الرسمي مؤسسه أنيس رضوان (97 عاماً)، الذي وافته المنية بعد صراع مع المرض.وكتب النادي: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى، ينعي نادي النجمة الرياضي مؤسسه انيس رضوان، بعد صراع مع المرض".

هذا وسيشيع جثمان الراحل الى مثواه الاخير الساعة 12 ظهر غد في دار الطائفة الدرزية بالعاصمة بيروت.إدارة نادي النجمة الرياضي تقدمت "بخالص العزاء من عائلة الفقيد ومن العائلة النجماوية الكبيرة، وتسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم اهله الصبر والسلوان".  

وكان للزميل محمد دالاتي الراحل قبل اسابيع، نبذة أرشيفية عبر "اللواء"، عن مؤسس اعرق الاندية اللبنانية وأكثرها شعبية، هنا تفاصيله: كان منزل مؤسس نادي النجمة أنيس رضوان في راس بيروت، يتحول كل اسبوع الى باحة عرس، حين يلتئم شمل شباب النجمة منتصف الأربعينيات، بعد المباراة الاسبوعية التي يخوضونها، قبل الاستحصال على الرخصة الرسمية.

يقول رضوان متحدثاً عن ذكراته: "نشأ نادي النجمة في منطقة قريطم، وضم الفريق الأول لاعبين من منطقة رأس بيروت كانوا يخوضون حروباً رياضية صغيرة أمام فرق المناطق المحيطة بقريطم، وحمل النادي في بدايته اسم "فريق الشيخ عباس، وكنا نعود في كل مرة فائزين، فتحضّر والدتي للاعبين قالباً من الحلوى، وتتحول الفرحة فرحتين، وننتظر العرس الرياضي الى الأسبوع التالي وقد أمتلأت روزنامتنا بالمباريات، لأن فريقنا كان يكبر يوماً بعد يوم ككرة الثلج المتدحرجة، وكانت شعبية النادي تتضاعف، حتى عرض علينا عزت الترك، عام 1943، ان يكون لنادينا رخصة رسمية، ونقلت هذا العرض الى زملائي الذين لم يترددوا في الموافقة، وتقدمنا بطلب رسمي تابعه الترك في المؤسسات الرسمية، ونال النجمة رخصة رسمية عام 1945".والواقع ان رضوان لم يحلم يوماً ان يكون ناديه بمثابة جوهرة التاج لنوادي الكرة اللبنانية، بل ان يكون النجمة رمزاً من رموز الكرة العربية، وهو الذي فاز منتصف السبعينيات (1974) على فريق ارارات بطل الاتحاد السوفياتي وحامل كأسه في ذاك الحين، ولم يحلم رضوان يوماً بأن يصير النجمة الأكبر شعبية في لبنان، وان يغدو موحداً للشعب اللبناني، وان تمتلىء المدرجات لمتابعة لقاءاته بجمهور من الطوائف والمذاهب كافة، ومن مختلف المناطق والمشارب.

وقال رضوان: "من اللاعبين الأوائل الذين رفعوا اسم منطقة رأس بيروت عبر فريق النجمة، كمال شاتيلا ذو التسديدات الصاروخية التي كان يعجز الحراس عن صدّها، ونور الدين حمادة الذي تحوّل لاحقاً الى مجال الإدارة، والحارس الفذ سميح شاتيلا الذي كانت النوادي المحلية تتنافس لضمه اليها، ومنير شاتيلا وحسن الضاروب ويوسف يموت "السدّ العالي" وغيرهم، كان الفريق يضم لاعبين من طوائف مختلفة، وكنا نعيش حياة العائلة الواحدة المتحابة".وتضاعفت المسؤولية بعد نيل النادي رخصته الرسمية، وعمد رضوان الى توزيع الحقائب الإدارية بين الأعضاء، وقال: "بدأت أجمع من كل لاعب وإداري مبلغ 25 قرشاً (ربع ليرة) أسبوعياً كانت بمثابة الاشتراك بالنادي، وكنا نصرف ما نجمعه لشراء الملابس والكرات، وكانت المباريات تقام على الأرض البور مكان قصر الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم اليوم، وانتقل الملعب الى منطقة المنارة مكان ملعب النهضة والتي أعدت لتكون مكان "قصر المؤتمرات، شمالي النادي الرياضي، وهي أرض لبلدية بيروت".وأضاف: "طلب الاتحاد مني ان يكون للنجمة ملعب خاص، فذهبت الى مطعم دبيبو وأخبرت أبا سليم اللبّان بالأمر، فقدّم لنا أرضاً يملكها في رأس بيروت، كان الجيش الفرنسي يضع آلياته فيها، واستقدمنا بعض الاختصاصيين بالمتفجرات لتفجير الصخور الكبيرة ولتسوية أرض الملعب، وكان المربي نور الدين حمادة يجمع التلاميذ في مدرسته ويرسلهم الى الملعب كل يوم جمعة لتنظيف الأرض من الصخور الصغيرة، وحتى الأيام الأخيرة، قبل اشادة الملعب الجديد، كانت أرضية ملعب النجمة مفروشة بالأحجار الصغيرة من بقايا التفجيرات.

وكشف رضوان ان فريق النجمة القديم كان يلتقي فريقي الجامعة الأميركية والنهضة، وذلك لشهرتهما ولقربهما من منطقة قريطم، وكان عبد الستار طرابلسي مسؤولاً عن الرياضة والألعاب في الجامعة الأميركية، وكانت علاقته بإدارة النجمة جيدة ووطيدة فلم يكن يتوانى في خدمة النجمة وتقديم التسهيلات له.وانتقل النجمة لخوض مباريات مع الفرق البعيدة خارج بيروت، فكان يقابل الهومنمن والهومنتمن على ملعب بغراميان في منطقة النهر، كما كان يقابل فريق السكة الحديد التابع لشركة النقل البري والمواصلات في منطقة فرن الشباك.وقال رضوان ان النجمة في الستينيات صار بحاجة الى المال، فطلب الرئيس صائب سلام من زكي قباني رعاية النادي البيروتي، وقام قباني بواجبه كاملاً، وخلفه المعلم جميل الحاسبيني الذي اشتهر بكرمه وجوده وشجاعته وحبه للاعبين ثم تسلّم عبد الودود رمضان دفة الرئاسة، وكان قبلها أميناً لصندوق النادي، "ثم جاء سمير غندور وبعده ابن عمه عمر غندور (الرئيس التاريخي) وبلغ النبيذي ذروته في السبعينيات، وحقق نتائج لافتة للكرة اللبنانية أمام فرق عربية وأجنبية كثيرة.

وقال رضوان ان فريق النجمة زار الأردن في الستينيات، واستقبله العاهل الأردني الملك حسين، كما زار مدينة حلب السورية ولعب مع العديد من فرقها، وتابع المباريات جمهور كبير بعضه جاء من بيروت، وقال رضوان: "في تلك السنوات لم تكن هناك بطولات عربية، وكنا نسافر للعب في الخارج ترفيهاً عن اللاعبينِ".ورأى رضوان ان حالة الكرة اللبنانية تغيّرت كثيراً عما كانت عليه في أيامه، وقال: "تحسّن النجمة كثيراً، وصار له مركز لائق وملعب مرموق، وأذكر ما أوصاني به أبو سليم اللبّان حين قدّم لي أرض الملعب: "هذه مدرسة بين يديك، أعرف كيف تحافظ عليها"، وحين تخليت عن الإدارة أوصيت من تسلّم المهمة بعدي المحافظة على النادي كما يحافظ على أفراد عائلته".
المصدر: (موقع اللواء)