بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

25 شباط 2018 02:15م التكنولوجيا التي نحبها تضرنا

حجم الخط
قبل خمس سنوات حذر نيكو ميلي مدير مركز شورنشتاين لشؤون الصحافة والسياسات والسياسة العامة في كلية كينيدي بجامعة هارفرد في الولايات المتحدة، من أن التكنولوجيا -ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي- تأخذ السلطة من المؤسسات الكبيرة وتمنحها للأفراد. وبهذا الخصوص، أجرت ترايسي لين مراسلة صحيفة وول ستريت جورنال مقابلة معه.

ويقول ميلي في كتابه الذي نشره في 2013 "نهاية الكبير: كيف يصنع الإنترنت من داود جالوت الجديد": إن التكنولوجيا الجديدة عند استخدامها في المجالات الجيدة، يمكنها تمكين الأفراد وإعطاء اللاعبين الصغار فرصة لمواجهة أصحاب المناصب وتحديهم، لكنه يحذر من أن هناك أيضا جانبا مظلما إزاء تحول السلطة في هذا السياق.

وتمضي المراسلة لين فتقول إنه في ضوء اتهام جماعات وأفراد روس الأسبوع الماضي باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لزرع الفتنة في الولايات المتحدة ، والتوافق المتزايد على أن شركات التكنولوجيا تزيد من انتشار المعلومات المضللة؛ فإنها أجرت المقابلة مع ميلي وسألته عما وصلت إليه الأمور وعن القادم في هذا السياق.
 
 
وفي المقابلة، يقول نيكو ميليإنه نشأ مع الإنترنت التي شكلت له قوة نحو الخير، وهذه هي الإنترنت الذي يريد الحفاظ عليها وتشجيعها.
 
لكن أطروحة كتابهتقول إن التكنولوجيا تدفع بالسلطة من المؤسسات إلى الأفراد، وإن هذا الأمر يعتبر جيدا خاصة عندما تكون المؤسسات فاسدة وتحتاج إلى إصلاح ولا يمكن تغييرها من داخلها.

كما أنه يعتبر جيدا عندما تكون المؤسسة قد تضخمت بالكثير من السلطة، وهو جيد أيضاعند منح الأفراد سلطة لكي يفعلوا أشياء جميلة في العالم.

لكن التكنولوجيا تعتبر سيئة عندما يكون للمؤسسات دور حيوي ثم يُسمح لأي فرد بتعطيله، كما تكون سيئة عندما تُستخدم للحديث عن "الإرهاب".
وأكد ميلي أنالجهات التي تضررت أكثر من غيرها كانت المنظمات الإخبارية والأحزاب السياسية والحكومات، لأنها فقدت سلطاتها، مشيرا إلى أن هذه الجهات تتصارعفي الوقت الحالي مع هذا الواقع لفهم معنى ما يجري في هذا السياق.
 
وقالأما المشكلة فتتمثل في التغيرات الجديدة المفروضة على الناس، وسط الخشية من عدم اللحاق بالأزمة الراهنة المتنامية.