بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

17 أيار 2018 07:48ص "الغارديان" تروي قصة وصال شهيدة فلسطين

أقارب الرضيعة ليلي أنور الغندور التي ماتت خنقا من الغاز المدمع في مسيرات غزة أقارب الرضيعة ليلي أنور الغندور التي ماتت خنقا من الغاز المدمع في مسيرات غزة
حجم الخط

وصال الشيخ خليل ابنة 14ربيعا كانت خططت لجنازتها بالفعل؛ فقد أخبرت الفتاة الفلسطينية أمها أنه لو قدر لها أن تقتل بأيدي الجنود الإسرائيليين فيجب أن تدفنها في مكان وفاتها أو في المكان المجاور لقبر جدها.

وقالت أمها ريم أبو عرمانة بعد يوم من فقد ابنتها "كانت تعتقد بأن الموت أفضل لها من هذه الحياة، وكل مرة كانت تخرج فيها مع المظاهرات كانت تدعو الله أن يرزقها الشهادة".

وأشار تقرير صحيفة الغارديان إلى أن وصال كانت واحدة من أكثر من ستين شخصا قتلهم القناصة الإسرائيليونفي غزة يوم الاثنين وهم يطلقون النار على حشود المتظاهرين التي تقدر بعشرات الآلاف على امتداد السلك الشائك المطوق للقطاع.

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فقد كان من بين القتلىالرضيعة ليلي أنور الغندورالتي ما زالت في شهرها الثامن، والتي توفيت مختنقة من استنشاق الغازات المدمعة، كما قتل شخص مبتور القدمين كان قد تم تصويره وهو يرمي الحجارة من كرسي متحرك.

طائرة مسيرة إسرائيلية تلقي غازات مدمعة على المتظاهرين في غزة(رويترز)

وتحكي أم وصال أن صغيرتها التي أتمت 14 سنة في ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت المسيرات ألهبت مشاعرها، وبدأت تفكر بكثرة في "الشهادة"، وقالت إن الحياة أصبحت غير محتملة لأطفالها السبعة مع اضطرار الأسرة للتنقل كل ثلاثة أو أربعة أشهر بسبب عدم القدرة على تحمل الإيجار؛ نتيجة القيود الصارمة التي فرضتها إسرائيل و مصر طوال عشر سنوات على حركة البضائع والناس إلى غزة.

وتقول أسرة أبو عرمانة إنها من قرية صغيرة لم تزرها أبدا، أصبحت في ما يسمى الآن إسرائيل، وقد عاش ثلاثة أجيال في مخيم البريج للاجئين في غزة في جزء من الحي الذي يطلق عليه السكان "البلوك دي".

وقالت الأم إن وصال لم تغادر غزة مطلقا، وتتذكر أنها كانت مفعمة بالمرح، وكان أخوها الأكبر قد حذرها من الخروج في الاحتجاجات وهددها، مداعبا، بأنه سيكسر رجليها إذا حاولت الخروج، لكنها كانت ثابتة، وقالت "إذا كانت لدي رجل واحدة فسأخرج، وإذا كسرت الثنتان فسأحبو".

ويحكي أخوها محمد (11 عاما)، الذي كان معها عندما قتلت، أن بعض المتظاهرين كانوا قد أعطوها قاطعة أسلاك وقتلت برصاصة في رأسها بالقرب من السلك الشائك.