بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

13 كانون الثاني 2021 07:43ص روسيا بين المتصارعين

حجم الخط

كتب البروفيسور في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أوليغ بارابانوف، في "إزفيستيا"، حول الموقف الذي ينبغي على روسيا اتخاذه في ظل النزاعات بين أصدقائها وبين السلطات والشعوب.

وجاء في المقال: على خلفية النزاعات وتجميد العلاقات مع الدول الغربية في السنوات الأخيرة، أصبحت آسيا هي رأس جسر الصداقة بالنسبة لروسيا في العالم.

فهناك، من ناحية، حدود مشتركة ضخمة، وهناك الاقتصاد، وأخيرا الوضع الجيوسياسي الذي يضعنا في قارب واحد، كخصمين للولايات المتحدة.. ذلك كله، جعل الصين، موضوعيا، الصديق الأول لروسيا الحديثة.

كما أدى تكثيف الاتصالات العسكرية بين الهند والولايات المتحدة إلى طرح سؤال في روسيا عن أنه "لا يجوز أن نخسر الهند".

نتيجة لذلك، منطقيا، يظهر إغراء إضعاف كثافة علاقاتنا مع الصين إلى حد ما (فنحن من دون ذلك أصدقاء وفي قارب واحد) و"التحول" إلى الهند. لكن هذا كله يولّد في الصين عدم ثقة بروسيا، موجودة عمليا.

كما يتعين على موسكو أن تقوم باختيار مشابه بين الأصدقاء المتخاصمين في الشرق الأوسط. فقد تشكلت هناك مجموعتان متعارضتان: الأولى، بقيادة الإمارات والسعودية، والأخرى بقيادة قطر وتركيا. كل من النفط والغاز والمصالح الجيوسياسية، تجعل لروسيا مصلحة في التعاون مع هاتين المجموعتين. لكن هذا يؤدي أيضا إلى حقيقة أن روسيا، وخاصة في الصراع في ليبيا، تجد نفسها في منطقة تقاطع النيران بين هذه الدول.

في الفضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي في العام 2020، رأينا جميعا المثال الأكثر وضوحا لمثل هذا الوضع بين الأصدقاء المتحاربين: نزاع قره باغ. هنا، تمكنت روسيا من وقف الحرب. لكننا نتذكر جميعا مدى حدة الجدل في مجتمعنا، حول الجهة التي يجب أن نساندها في هذا الصراع وما إذا كان ذلك ضروريا من حيث المبدأ.

في هذه الأمثلة كلها، يجري الحديث عن دول بأكملها. لكن الصراع السياسي في بيلاروس وضع الرأي العام الروسي أم خيار صعب- بين السلطات والشعب في البلد الصديق.

وبالتالي، ففي العام 2021، ستكون الميزة الأساسية للسياسة الخارجية الروسية هي القدرة على التوازن بين الأصدقاء المتخاصمين، وكذلك بين السلطات والشعوب في هذه البلدان. من الناحية المثالية، نحو المصالحة بينهم، وكحد أدنى عدم فقدان ثقة أي منهم.