بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيلول 2019 06:30ص التونسيّون ينتخبون رئيسهم غداً

الاستعدادات الاخيرة في مقار المرشحين قبل يوم التصويت (الجزيرة نت) الاستعدادات الاخيرة في مقار المرشحين قبل يوم التصويت (الجزيرة نت)
حجم الخط
تعد انتخابات الرئاسة الديموقراطية التي تشهدها تونس غدا أكثر انتخابات لا يمكن التنبؤ بنتيجتها على مدى تجربتها القصيرة مع الديمقراطية، فهي منافسة يغيب عنها مرشح أوفر حظا بفارق كبير عن غيره في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية.

وقد خاض المتنافسون الستة والعشرون في الانتخابات الرئاسية امس سباق الأمتار الأخيرة من حملاتهم التي اتسمت بالحدة قبل يوم الاقتراع غدا المفتوح على كل الاحتمالات فيما بدأ الناخبون التونسيون بالخارج صباح أمس التصويت لاختيار رئيس للبلاد من بين 26 مرشحا للانتخابات الرئاسية المبكرة.

وأبقى القضاء التونسي على نبيل القروي المرشح البارز للانتخابات الرئاسية المبكرة مسجونا بتهمة تبييض الأموال.

وقال حزب القروي «قلب تونس» في بيان امس «محكمة التعقيب (النقض) تعلن أنها غير مختصة للنظر في قرار دائرة الاتهام القاضي بإيقاف السيد نبيل القروي، المترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، وتبعاً لذلك، رفضت مطلب الطعن».

ورجل الإعلام وأحد المرشحين البارزين موقوف بتهم تبييض أموال منذ 23 آب. 

وقال محامي القروي كمال بن مسعود ان قرار المحكمة «يخص الجانب الشكلي ورفضت تناول مضمون القضية».

وأكد بن مسعود انه «لن يتمكن من التصويت الأحد (غدا)  بالرغم من ان له الحق في ذلك». 

ويثير القروي (56 عاما) الجدل في تونس. 

وقد اتهم السلطة وعلى رأسها يوسف الشاهد بتسييس القضاء لاستبعاده من الانتخابات الرئاسية وهو ما فنده الشاهد لاحقا.

وتثير قضية القروي غير المسبوقة في تونس أسئلة قانونية في حال تمكنه من الفوز في الدورة الأولى للانتخابات بينما هو في السجن.

وقال مساعد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف ابراهيم بوصلاح  «هي القضية الأولى من نوعها في تونس. 

يجب ان أقول هنا أننا أمام فراغ. في حال فوزه، سنكون في مأزق قانوني». 

وبالتزامن مع ذلك، يشهد شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة والملقب «بشارع الثورة»، اجتماعات حزبية لثلاثة مرشحين، هم عبد الفتاح مورو عن حزب «النهضة» ذي المرجعية الإسلامية، وحزب نبيل القروي، ولحملة اليساري حمة الهمامي.

واختار المرشح البارز ورئيس الحكومة يوسف الشاهد تخصيص اليوم الأخير من حملته لزيارة بعض الأحياء المتاخمة للعاصمة، في حين يتوجه مرشحون آخرون لبعض الولايات. 

 وتعتبر انتخابات غد مفتوحة على كل الاحتمالات.

ونادرا ما شهدت البلاد مثيلا لها، وذلك بالنظر الى عدد المرشحين وانقسام العائلات السياسية التي قدمت أكثر من مرشح ومتنافس. 

وقال يوسف الشاهد في تصريح لراديو «موزاييك اف ام» الخاص أمس الاول في أعقاب اختتام حملته الانتخابية في 23 محافظة «هناك ثلاث قوى في الميدان، هناك مورو وقلب تونس (حزب القروي) وتحيا تونس. 

البقية ليسوا موجودين. يوم 15 أيلول (يوم الاقتراع) العمل الميداني هو الفاصل».

ومن الأسماء البارزة المرشحة المناهضة للإسلاميين عبير موسي، ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، بالإضافة الى أستاذ القانون الدستوري المحافظ قيس سعيّد.

 ويرى كثيرون أن الحملات الانتخابية لم تتضمن مقترحات وحلولا حقيقية للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمرّ بها البلاد، لا سيما في ما يتعلق بالبطالة ونسبة التضخم التي لا تزال مستقرة عند 7 في المئة. وتراجع ملف مكافحة الارهاب في الحملات لصالح الهموم المعيشية.

ومع انتهاء الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية، انطلقت ليل أمس حملة الانتخابات التشريعية، ما يزيد في تعقيد الأمور لدى الناخبين.

وبذلك، يكون يوم الصمت الانتخابي المقرّر اليوم بالنسبة للرئاسية، هو تاريخ الانطلاق الفعلي لحملات الأحزاب للتشريعية. 

وستجري الانتخابات التشريعية في السادس من تشرين الأول ، ولا شك سيكون لها تأثير على الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية إن حصلت.

وفي حال لم يحصل أي من المرشحين على غالبية الأصوات بنسبة 50 في المئة زائد واحد، ينتقل المرشحان اللذان حصدا العدد الأكبر من الأصوات الى الدورة الثانية.

ورأت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشرته الخميس أن «حدة الصراع الانتخابي تكشف عن حيوية ديمقراطية».

ولكن في المقابل هناك «خطر الانحراف عن المسار»، وذلك بسبب «أزمة الثقة» لدى التونسيين تجاه المؤسسات وشراسة التنافس.

وشرعت هيئة الانتخابات بتوزيع 14 ألف صندوق اقتراع على 4564 مركز اقتراع، مدعمة بحماية عسكرية.

 وستقام عمليات الفرز في كل مكتب اقتراع. 

ومن المنتظر أن تقوم منظمات غير حكومية ومراكز سبر آراء بنشر تكهناتها الأولية على أن تقدم الهيئة النتائج الأولية يوم 17 أيلول الجاري. 

 (أ ف ب)