بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تشرين الثاني 2019 06:30ص العراق يتّجِه إلى «جمهورية خوف» والسيستاني يُشكِّك بوعود الإصلاحات

مواجهة بين متظاهر وعنصر من قوات الأمن في ساحة الخلاني في بغداد (أ ف ب) مواجهة بين متظاهر وعنصر من قوات الأمن في ساحة الخلاني في بغداد (أ ف ب)
حجم الخط
قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جانين هينيس بلاسخارت أمس إن  علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، عبر عن قلقه من افتقار النخبة السياسية للجدية الكافية بشأن تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لتهدئة احتجاجات حاشدة فيما استنكر المتظاهرون توجه أوضاع البلاد الى «جمهورية خوف جديدة».

وأضافت أن السيستاني يعتقد أن المحتجين لن يعودوا لمنازلهم دون خطوات ملموسة لتحقيق مطالبهم.

وقتل أكثر من 280 شخصا في الاحتجاجات التي اندلعت أولا في بغداد في الأول من  تشرين الأول ثم اتسع نطاقها للجنوب ذي الأغلبية الشيعية للمطالبة بتغيير شامل للنظام السياسي الطائفي الذي يتهمونه بالفساد وبتوفير فرص العمل وتقديم خدمات عامة فاعلة.

ولم تتمكن الحكومة من تهدئة الاضطرابات التي وضعت الطبقة السياسية في مواجهة شبان أغلبهم من العاطلين الذين لم يشعروا بأي تحسن يذكر في ظروفهم المعيشية حتى في وقت السلم بعد عقود من الحرب والعقوبات.

وقالت هينيس بلاسخارت في مؤتمر صحفي عقب لقائها السيستاني في مدينة النجف الشيعية المقدسة «أوضح أنه يساند تنفيذ إصلاحات جدية خلال فترة زمنية معقولة».

وأضافت أنه رحب بالتوصيات المتعلقة بالإصلاحات التي قدمتها له بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق.

وتضمنت تلك المقترحات الإفراج عن كل المعتقلين من المحتجين السلميين وإجراء تحقيق في عمليات قتل المتظاهرين وإعلان الأصول المملوكة للزعامات السياسية لمعالجة اتهامات الفساد وإجراء محاكمات للفاسدين وتطبيق إصلاحات انتخابية ودستورية تسمح بمزيد من المحاسبة للمسؤولين وذلك خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

وقالت:«عبر (السيستاني) أيضا عن قلقه من افتقار النخبة السياسية للجدية الكافية بشأن تنفيذ تلك الإصلاحات».

وأشارت إلى أن السيستاني أكد أيضا على أن «المحتجين السلميين لا يمكن أن يعودوا إلى بيوتهم دون نتائج ملموسة».

وأضافت أنه بالنسبة له «اذا كانت السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية غير قادرة أو راغبة في إجراء هذه الإصلاحات بشكل حاسم، يجب أن يكون هناك طريقة للتفكير بمقاربة مختلفة». 

ورحبت واشنطن بخطة بعثة الأمم المتحدة في العراق.

وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في بيان نشرته السفارة الأميركية في بغداد أمس «تشارك الولايات المتحدة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في دعوة الحكومة العراقية إلى وقف العنف ضد المحتجين والوفاء بتعهد الرئيس (برهم) صالح بإقرار إصلاحات انتخابية وإجراء انتخابات مبكرة».

وقالت وسائل إعلام رسمية إن زعماء البلاد اتفقوا الأحد على أن الإصلاحات الانتخابية يجب أن تعطي فرصة أكبر للشباب للمشاركة في الحياة السياسية وتكسر احتكار الأحزاب التي تهيمن على مؤسسات الدولة منذ 2003 للسلطة

وبعيد ذلك، أعلن مجلس النواب أن الجلسة المقبلة غدا ستستضيف بلاسخارت، بما يوحي بإمكانية دراسة الخطة الأممية بشكل جدي، في أول خطوة تنفيذية للأمم المتحدة في البلاد. 

وأمس تواصلت الاحتجاجات في ساحة التحرير الرمزية، وسط بغداد، رغم تراجع نسبي في المشاركة في ظل ادانة وجهها نشطاء لحملات التخويف، والاستخدام المفرط لقوات ترتدي زيا عسكريا للسلاح فيما تقول السلطات أنها لا تسيطر عليها. 

وأشارت مصادر أمنية وطبية إلى إصابة العشرات بجروح في بغداد ، جراء قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي. 

ومنذ السبت، قُتل 18 متظاهراً بالرصاص الحي أو القنابل المسيلة للدموع التي يندد أستخدامها في التظاهرات بسبب نوعها العسكري ووزنها الذي يعد أكثر من عشر أمثالها في باقي دول العالم.

استنكر كثيرون توجه أوضاع البلاد الى «جمهورية خوف جديدة»، لتعرض عشرات المتظاهرين خصوصا خلال ساعات الليل فيما تهز عشرات القنابل الصوتية بغداد، لاعتقال واختطاف على يد مسلحين يرتدون زيا عسكريا ، حسبما ذكرت مصادر أمنية وناشطون رفضوا الكشف عن أسمائهم.

في غضون ذلك، واصل آلاف المحتجين التظاهر في مدن الحلة والكوت، جميعها جنوب بغداد، واستمر العصيان المدني في شل الدوائر الحكومية والمدارس، رغم الاجراءات الأمنية التي اعتبرها كثيرون بانها تحول البلاد الى «جمهورية خوف جديدة». 

ويوجه المتظاهرون اتهامات لإيران، المنافس الأقوى للولايات المتحدة في العراق، التي يعتبرونها مهندس النظام السياسي الذي يغص بالفساد ويطالبون بـ«إقالته». 

(أ ف ب - رويترز)