بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2018 11:50ص المغرب وفرنسا يُدشنان "البراق"... أسرع قطار في أفريقيا

حجم الخط

دشن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس الخميس، خط قطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء يوصف بأنه "الأسرع في إفريقيا"، ويدل على مدى "عمق الشراكة" بين الرباط وباريس.

وتطرح أولى التذاكر للبيع بعد التدشين الرسمي للقطار "تي جي في”، الذي أطلق عليه اسم "البُراق”. على أن يفتح أمام العموم نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، بحسب معلومات حصلت عليها وكالة فرانس برس في طنجة.

ويصل خط القطارات هذا إلى الدار البيضاء على مسافة 350 كلم انطلاقا من طنجة، على أن تبلغ سرعته ضمن 180 كلم منها مستقبلا 320 كلم في الساعة، ليربط بين المدينتين الأكثر حيوية في المغرب خلال ساعتين وعشر دقائق بدل أربع ساعات و45 دقيقة حاليا.

ولم يدل رئيسا البلدين بتصريحات لكنهما أبديا تقاربا خلال مراسم حفل التدشين في محطة طنجة التي جرى تحديثها. وتناولا غذاء عمل على متن القطار فائق السرعة "البراق" الذي استقلاه في أول رحلة يقوم بها نحو الرباط من عاصمة البوغاز التي باتت صلة وصل كبرى بين إفريقيا وأوروبا عبر البحر.

ووصل القطار بعد ساعة وعشرة دقائق إلى محطة الرباط أكدال التي جرى تحديثها هي الأخرى، متقدما بوقت وجيز على موعد وصوله المتوقع.

وخلقت إجراءات الانطلاق الرسمي للقطار فائق السرعة ارتباكا على مستوى سير القطارات العادية حيث علقت الرحلات من وإلى الرباط دون أن يعلن مكتب السكك الحديد عن ذلك مسبقا، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وينتظر أن يغادر الرئيس الفرنسي المغرب مساء الخميس في ختام زيارة العمل القصيرة هذه، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء المغربية. وأعلن قصر الإليزيه أنه "مشروع أساسي في العلاقة الثنائية بين فرنسا والمغرب".

ويعزز هذا المشروع، بالنسبة للمغرب، الجهود المبذولة لاجتذاب المستثمرين الأجانب، ولطرح نفسه بمثابة "مركز إفريقي".

وصرف المغرب ما مجموعه 70 مليار درهم (حوالي 6,5 مليار يورو) في السنوات الأخيرة على تحديث بنيته التحتية للسكك الحديد، وخصص ثلث هذه الاستثمارات لمشروع الخط فائق السرعة بحسب أرقام رسمية.

وقال مدير شركة السكك الحديد الفرنسية لوكالة فرانس برس إن المغرب "ينتقل من شبكة سكك تعود لسنوات الثمانينات إلى شبكة تنتمي للقرن 21 بأحدث التكنولوجيات"، معربا عن "افتخاره للتمكن من تطوير قدراتنا كلية في ظرف عشر سنوات".

وتراهن فرنسا من جهتها على خط القطار الفائق السرعة هذا لمحاولة الفوز بعقود أخرى مماثلة في إفريقيا، القارة التي تقدم "العديد من الفرص" في مجال السكك الحديد.

وتظل فرنسا الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، وإن فقدت هذه المرتبة لحساب اسبانيا في ما يخص المبادلات التجارية.

ويقوم ماكرون بزيارته برفقة رؤساء الشركات الفرنسية التي ساهمت في المشروع وهي "ألستوم" والكونسورسيوم "أنسالدو إينيو" و"سيجيليك" والكونسورسيوم "كولا راي إيجيس راي". وتتولى الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد مواكبة المشروع لدى "المكتب الوطني المغربي للسكك الحديدية".

- موجة الهجرة -

قوات الامن المغربية امام محطة القطار في الرباط في 15 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتحمل زيارة ماكرون بالنسبة للمغرب أهمية رمزية كبرى، في وقت تعود آخر زيارة قام بها رئيس دولة للمملكة إلى حزيران/يونيو حين زارها الرئيس النيجيري. وكان الملك محمد السادس في استقبال ماكرون في طنجة بعد أربعة أيام على مشاركته في مراسم الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى في باريس.

وواصل مئات العمال حتى اللحظة الأخيرة العمل لإنجاز الورشة التي أطلقها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي في أيلول/سبتمبر 2011 وتفقدها خلفه فرنسوا هولاند في أيلول/سبتمبر 2015.

ويتوقع المكتب الوطني للسكك الحديدية أن يستقل خط القطار هذا ستة ملايين راكب بعد ثلاث سنوات في الخدمة. وبلغت كلفة المشروع الذي مولته فرنسا بنسبة 50% من خلال قروض مختلفة، حوالى 23 مليار درهم (مليارا يورو) ما يزيد بنحو 15% عن التقديرات الأساسية، لكنه أدنى بكثير من متوسط التكاليف الأوروبية، بحسب وزارة النقل المغربية.

وأثار المشروع عند البدء احتجاجات ولا سيما من قبل مجموعة عرفت باسم "ستوب تي جي في" باعتبار أنه ليس من "الأولويات" في المملكة. وثار الجدل من جديد في منتصف تشرين الأول/أكتوبر عند خروج قطار عن سكته متسببا بحادث أوقع سبعة قتلى و125 جريحا في القنيطرة (غرب) أثناء رحلة بين طنجة والدار البيضاء.

ورافق ماكرون وزيرا الخارجية جان إيف لودريان والداخلية كريستوف كاستانير، للمشاركة في المحادثات التي ستتطرق أيضا الى موجة الهجرة.

وبات المغرب في الاشهر الأخيرة أحد أهم طرق الهجرة إلى إسبانيا وأوروبا وأفادت السلطات المغربية عن اعتراض 68 ألف مهاجر غير قانوني وتفكيك 122 "شبكة إجرامية ناشطة" بين كانون الثاني/يناير ونهاية أيلول/سبتمبر.

وفي مواجهة هذا "الضغط" دعا المغرب شركاءه الأوروبيين "للانضمام غلى جهوده لمكافحة شبكات تهريب" المهاجرين في البحر المتوسط.

المصدر: أ ف ب
 
أخبار ذات صلة