بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 حزيران 2018 12:32ص النظام يوسِّع غاراته على درعا ونزوح آلاف المدنيّين

دي ميستورا لــ«وقف فوري للعنف».. ولافروف يستقبل بولتون غداً

حجم الخط
ركزت قوات النظام السوري وحليفته روسيا امس قصفها على مدينة درعا ما أرغم عشرات العائلات على الفرار، في تصعيد عسكري مستمر ضد الفصائل المعارضة في جنوب سوريا. 
وتسعى قوات النظام لعزل مناطق سيطرة المعارضة وتقسيمها الى جيوب عدة، ما يسهل عليها عملياتها العسكرية لاستعادة السيطرة على جنوب البلاد. 
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن امس «استهدفت قوات النظام بعد منتصف الليل أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا بأكثر من 55 صاروخا من نوع أرض - أرض قصيرة المدى»، قبل أن يتدخل الطيران المروحي في قصف المدينة بالبراميل المتفجرة.
وشاركت الطائرات الروسية في قصف أحياء المعارضة في المدينة وقاعدة عسكرية جنوب غربها. 
وتركز القصف الروسي والسوري لاحقاً على ريف المحافظة الشرقي حيث تحاول قوات النظام مواصلة تقدمها، بعد سيطرتها منذ الثلاثاء على سبع قرى، وفق المرصد.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وحدات الجيش تواصل «عملياتها العسكرية على أوكار الإرهابيين في ريفي درعا الشرقي والشمالي الشرقي». 
وذكرت صحيفة الوطن الموالية للحكومة أن النظام تقدم داخل بصر الحرير.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع قتال ضار داخل البلدة بين القوات الحكومية والقوات الموالية لها من جهة وفصائل معارضة من جهة أخرى.
وقال أبو شيماء المتحدث باسم غرفة عمليات مركزية لمقاتلين في المعارضة يحاربون تحت لواء الجيش السوري الحر، إن المقاتلين أحبطوا محاولات للتقدم.
وذكر اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو مؤسسة خيرية طبية تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، أن ضربة جوية استهدفت يوم الأحد مركزا طبيا في بصر الحرير مما تسبب في أضرار جسيمة لكن دون وقوع ضحايا.
وأفاد المرصد بأن القصف أدى لمقتل نحو 30 شخصا منذ أن بدأ يوم 19 يونيو حزيران.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها ان قوات النظام السوري تصدت بدعم من سلاح الجو الروسي لهجوم من مقاتلي المعارضة في «منطقة خفض التصعيد» الجنوبية وقتل نحو 70 منهم.
ودفع القصف على مدينة درعا الكثير من المدنيين الى الفرار. 
وقال أحمد المسالمة (31 عاماً) بعدما فر مع عائلته ليلاً لفرانس برس «لم نعرف ماذا حدث، كنا نائمين ولم نشعر الا والقصف بدأ بشدة والاطفال يرتجفون من الخوف»، مضيفاً «خرجنا من منازلنا ولم نعلم الى أين نذهب». 
وتابع جالسا في ظل شجرة زيتون «لا نعرف لماذا يضربنا النظام، للمرة الأولى يكون القصف بهذا العنف». 
وترد الفصائل على التصعيد باستهداف مناطق سيطرة قوات النظام.
وأفادت سانا امس عن استهداف الفصائل «الأحياء السكنية» لمدينة السويداء بالقذائف الصاروخية. 
وفي محافظة درعا، تحاول قوات النظام وفق المرصد التقدم على محورين «لفصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة الى ثلاثة جيوب تمهيداً لتسهيل السيطرة عليها»، وهي الاستراتيجية العسكرية التي لطالما اتبعتها دمشق لاضعاف الفصائل وتشتيت جهودها قبل السيطرة على مناطقها. 
 وأوضح عبد الرحمن «تسعى قوات النظام بدعم جوي روسي الى السيطرة على هذه القاعدة القريبة من الأردن، لتفصل مناطق سيطرة المعارضة بالكامل الى قسمين شرقي وغربي».
وتحاول قوات النظام كذلك التقدم على محور ثان في ريف درعا الشرقي عبر السيطرة على بلدة بصر الحرير التي تتعرض لغارات روسية وسورية ودارت فيها امس معارك عنيفة.
وفي حال سيطرتها عليها، يصبح بإمكان قوات النظام أن تقسم الجزء الشرقي حيث الفصائل الى جيبين. 
وتعرضت بصر الحرير لقصف سوري بأكثر من 20 برميلاً متفجراً خلال الساعات الأخيرة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي على منطقة اللجاة المحاذية ما أدى الى خروج مركز للدفاع المدني من الخدمة.
وأعلن الدفاع المدني في محافظة درعا أن كوادره «لم تتمكن من الوصول الى المناطق المستهدفة من شدة وتيرة القصف». 
وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب في وقت أعلن الأردن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.
 وفي جنيف، عقد مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا لقاء مع ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا والاردن والسعودية لبحث الملف السوري. 
وجرى خلال الاجتماع، وفق مكتب دي ميستورا، التعبير عن القلق ازاء التصعيد العسكري في الجنوب والدعوة إلى «وقف فوري» للعنف. 
وفي موسكو، يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غدا جون بولتون مستشار الامن القومي للبيت الأبيض في موسكو لبحث احتمال عقد لقاء بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين كما علم لدى الخارجية الروسية. 
وقال ناطق باسم الوزارة ان «وزارة الخارجية الروسية تؤكد ان لقاء عمل سيعقد بين لافروف وجون بولتون في موسكو الاربعاء 27 حزيران». 
وبحسب البيت الابيض فان بولتون سيتوجه الى موسكو لبحث احتمال عقد لقاء بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية قوله إن المسؤولين الروس يأملون في مناقشة الوضع في سوريا مع  بولتون خلال زيارته لموسكو.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال الأسبوع الماضي إن بولتون يعتزم السفر إلى موسكو مضيفا أنه يتوقع أن تؤدي الزيارة إلى اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
(ا.ف.ب - رويترز)