بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 شباط 2019 12:40ص حديث عن صفقة بين «قسد» وداعش بدء خروج المدنيِّين من الباغوز

حجم الخط
غادرت نحو 15 شاحنة تقل رجالاً ونساء وأطفالاً امس  البقعة الأخيرة تحت سيطرة تنظيم داعش في شرق سوريا، في خطوة توحي بأن حسم قوات سوريا الديموقراطية للمعركة ضد الجهاديين المحاصرين بات وشيكاً. 
وعند أحد مواقع قوات سوريا الديمقراطية قرب بلدة الباغوز حيث بات التنظيم محاصراً في مساحة تقدّر بنصف كيلومتر مربع، أحصت مراسلة وكالة فرانس برس خروج نحو 15 شاحنة تقل عشرات الرجال من البلدة بمواكبة من قوات سوريا الديموقراطية.
وشاهدت رجالاً في الشاحنات كان بعضهم يخفي وجهه، بالإضافة إلى نساء يرتدين النقاب وأطفال بينهم فتيات صغار محجبات.
وقال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي «لدينا وحدات خاصة لإجلاء المدنيين، وبعد أيام عدة من المحاولة، استطعنا إخراج أول دفعة اليوم بنجاح». 
ولم يتضح عدد الذين خرجوا امس، وما إذا كان بينهم مقاتلون من التنظيم. 
وأوضح بالي «لا نعرف ما إذا كان بينهم دواعش، سنعرف ذلك في نقطة التفتيش»، مؤكداً في الوقت ذاته استمرار وجود مدنيين في الداخل قائلا «نستطيع رؤيتهم بالعين المجردة». 
وتنقل قوات سوريا الديموقراطية الخارجين الى نقطة فرز قرب الباغوز، يتم فيها جمع معلومات شخصية والتدقيق في هويات الواصلين، قبل أن يُنقل المشتبه بانتمائهم للتنظيم إلى مراكز تحقيق، بينما تقل شاحنات النساء والأطفال من عائلاتهم إلى مخيمات في شمال البلاد.
وقال مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولون أميركيون إن وجود المدنيين في الباغوز، التي تعرضت لضربات جوية مجددا ليل الثلاثاء، يبطئ وتيرة تقدم القوات.
وأظهرت صور التقطتها رويترز جزءا من الجيب المتبقي لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث تجمع مقاتلون ومدنيون بين خيام وعربات متناثرة على أطراف القرية.
وأعربت الأمم المتحدة الثلاثاء عن «قلقها البالغ» إزاء وجود نحو «مئتي عائلة» محاصرين.
وتسببت العمليات العسكرية منذ كانون الأول بفرار نحو 40 ألف شخص من المنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات مقاتلي التنظيم. 
وفي الباغوز، يسيطر مقاتلو التنظيم على عدد من المنازل والأراضي الزراعية، ويتحصن عدد منهم في أنفاق وأقبية. 
ورغم نفي قوات سوريا الديموقراطية وجود أي مفاوضات مع التنظيم، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عن «مفاوضات جرت» بين الطرفين «من أجل استسلام» من تبقى من الجهاديين المحاصرين.
وأضاف «هناك معلومات عن صفقة لا نعلم تفاصيلها حتى الآن». 
وتمكن مراسلو ومصورو فرانس برس خلال الأسابيع الماضية من التحدث إلى سيدات من جنسيات عدة، بينهم فرنسيات وألمانيات وروسيات، بعد فرارهن من العمليات العسكرية ضد التنظيم.
ويشكل وجود مقاتلين أجانب وأفراد من عائلاتهم في شمال سوريا معضلة حقيقية بالنسبة للدول الغربية التي يتردد معظمها في استعادتهم ومحاكمتهم على أراضيها، رغم مطالبة الأكراد وحليفتهم واشنطن بذلك. 
وتبلغت عائلة البريطانية شميمة بيغوم (19 عاماً) التي انضمت إلى التنظيم في العام 2015، الثلاثاء قرار بلادها بإسقاط الجنسية عنها.
وشجبت بيغوم المحتجزة حالياً في مخيم الهول في شمال شرق سوريا حيث وضعت مولودها الأحد، قرار إسقاط حقها بالجنسية. 
وقالت لقناة بريطانية امس «شعرت بنوع من الصدمة (...) أعتقد أن ذلك ليس عادلاً بالنسبة لي ولابني». وأشار محامي العائلة تسنيم أكونجي إلى أنه يدرس «كل السبل القانونية للطعن في هذا القرار». 
(ا.ف.ب - رويترز)