18 كانون الثاني 2020 12:33ص حفتر يجري محادثات في أثينا عشية مؤتمر برلين للسلام في ليبيا

مصر تدين قرار تركيا إرسال قوات إلى ليبيا

وزير الخارجية اليوناني (يسار) وحفتر بعد محادثات في أثينا (أ ف ب) وزير الخارجية اليوناني (يسار) وحفتر بعد محادثات في أثينا (أ ف ب)
حجم الخط
أجرى المشير خليفة حفتر محادثات في أثينا امس قبل يومين من انعقاد مؤتمر السلام بشأن ليبيا الذي تستضيفه برلين ويتوقع أن يشارك فيه إلى جانب خصمه رئيس حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة فايز السرّاج. 

وشكر حفتر «صديقه العزيز» فلاديمير بوتين على جهوده لإحلال السلام في ليبيا بعدما أعلنت موسكو أن الرئيس الروسي سيحضر مؤتمر غدا.

 لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار إلى أن حفتر والسرّاج لا يحتملان ان يكونا في المكان نفسه. 

وقال إن «العلاقات بينهما متوترة جداً. لا يرغبان حتى في ان يكونا في الغرفة ذاتها ناهيك عن عقد اجتماع». 

وتعمل قوى دولية من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لإطلاق النار في ليبيا، بعدما أطلقت قوات حفتر هجومًا على طرابلس أسفر عن مقتل أكثر من 280 مدنيًا وألفي مقاتل ودفع عشرات الآلاف للنزوح. 

ولا تزال الهدنة الموقتة التي دخلت حيّز التنفيذ الأحد الفائت  صامدة بشكل عام رغم تبادل قوات حفتر وتلك الداعمة لحكومة الوفاق الوطني التي تتّخذ من طرابلس مقراً لها التهم بانتهاكها. 

وغادر حفتر المحادثات بشأن وقف إطلاق النار التي عقدت في موسكو الاثنين بدون التوقيع على اتفاق الهدنة، لكن وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس زار معقله بنغازي في شرق ليبيا الخميس لإقناعه بالانضمام لمؤتمر برلين. 

ووصل حفتر إلى أثينا في زيارة مفاجئة الخميس، في وقت تسعى اليونان لتعزيز العلاقات مع المشير بعدما وقّعت حكومة الوفاق اتفاق تعاون بحري وعسكري مع تركيا في تشرين الثاني. 

وتعارض أثينا بشدّة الاتفاق التركي المثير للجدل مع ليبيا، الذي يمنح أنقرة حقوقًا للتنقيب عن النفط والغاز في مناطق واسعة من شرق البحر المتوسط، وهي الحقوق التي تطالب بها اليونان وقبرص.

 والتقى حفتر وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس حيث تركزت المحادثات علي التطورات الاخيرة لاسيما التعاون بين انقرة وحكومة السراج  . 

ثم التقي حفتر مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس. وتسعى اليونان للمشاركة في محادثات برلين التي لم تدع إليها. ووافق حفتر الخميس «من حيث المبدأ» على حضور مؤتمر برلين، بعدما أعلن السرّاج مشاركته.

 غير أن السرّاج الذي وقعت حكومته على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في موسكو، شكك في نوايا حفتر بعدما رفض الأخير التوقيع. 

وأعلنت الأمم المتحدة أن محادثات برلين تهدف إلى إنهاء التدخل الأجنبي والانقسام في ليبيا. وسيشارك وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المؤتمر وعبر عن تأييده لجهود إرساء هدنة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الخميس. من جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء الأسرة الدولية تقديم «دعم قوي» للمؤتمر مطالباً كذلك طرفي النزاع بالالتزام بوقف القتال.

وحض غوتيريش في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف على «المشاركة بصورة بنّاءة في تحقيق هذه الغاية، بما في ذلك في إطار عملية برلين».

وحذّر الأمين العام من أنّ «أيّ دعم خارجي للأطراف المتحاربة لن يؤدّي إلا إلى تعزيز الصراع المستمر وتعقيد الجهود الرامية لإفساح المجال أمام التزام دولي واضح بحلّ سلمي للأزمة في البلاد». 

ولفت غوتيريش في تقريره إلى أنّ المؤتمر سيسعى للتوافق على ست نقاط بما فيها وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق حظر الأسلحة والعودة إلى بذل الجهود السياسية من أجل السلام. وأرسلت تركيا قوّات إلى ليبيا دعمًا لحكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق تشرين الثاني.

 ويُشتبه بأن روسيا تقدّم لقوات حفتر دعماً بالأسلحة والأموال والمرتزقة، رغم نفيها للأمر. ويُتوقع أن تشارك في المؤتمر 11 دولةً وعدة منظمات دولية إلى جانب الأطراف الليبية. وتسبب النزاع بموجة هجرة متزايدة فاستقلّ كثيرون قوارب هشّة للوصول إلى إيطاليا.

وفي القاهرة، ذكرت وزارة الخارجية المصرية ان وزيرها سامح شكري اجرى اتصاليّن هاتفييّن بنظيريه اليوناني والإيطالي، جاء في إطار المشاورات المستمرة بين الدول الثلاثة بشأن تطورات الوضع في ليبيا وقالت انه تم التركيز على استعراض آخر التطورات على الساحة الليبية، لا سيما الإعلان الصادر عن الرئيس التركي ببدء إرسال قوات إلى ليبيا، وهو الإعلان الذي تم التأكيد خلال الاتصاليّن على خطورته وتأثيره السلبي على مؤتمر برلين والوضع داخل ليبيا، وبما يُعتبر في حد ذاته دليلاً على النية لخرق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويُنذر بمزيد من تدويل الأزمة الليبية.

وبحسب بيان الخارجية المصرية فقد تم الإعراب خلال الاتصاليّن عن القلق الشديد من أن يؤدي مثل هذا الإعلان إلى إهدار الجهود المبذولة من قِبَل المجتمع الدولي والدول الحريصة على مصالح ليبيا واستقرارها، والتي تتضافر فيما بينها للتوصل إلى تسوية شاملة تتضمن التعامل مع كافة أوجه الأزمة الليبية، كما كان هناك توافق على أهمية دعم العملية السياسية في برلين ومنحها كل فرص النجاح بدلاً من المُغامرة مُجدداً بوضع الجهود الدولية في المسألة الليبية موضع الخطر.

 (اللواء - أ ف ب - رويترز)