بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2018 06:28ص عدوان غزة يُسقط ليبرمان وقد يطيح بحكومة نتنياهو

الفلسطينيون يحتفلون بـ«الانتصار».. وطعن شرطيين للإحتلال جنوب القدس

حجم الخط
أسقط العدوان الأخير على غزة هيبة إسرائيل حيث اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته امس احتجاجا على وقف إطلاق النار في القطاع الذي وصفه بأنه «استسلام للإرهاب»، في خطوة تضعف الحكومة الائتلافية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي بدأ مشاورات لاحتواء الازمة او التوجه لاعلان انتخابات مبكرة وهو ما طالب به ليبيرمان. 
وفي تطور ميداني مفاجئ لاجواء الهدنة والانتصار الذي احتفل به الغزاويون امس بتوزيع الحلوى عقب «اسقاط ليبرمان» كما كتب على اللافتات التي رفعها الفلسطينيون أعلن عن اصابة شرطيين خلال عملية طعن داخل مركز شرطة عوز المقام على اراضي قرية جبل المكبر جنوب القدس، وفقا لتقارير إعلامية.
ونقلت وكالة «معا» عن مصادر إسرائيلية أن شاباً فلسطينياً طعن شرطياً إسرائيلياً، وعند محاولة أفراد شرطة الاحتلال اطلاق النار عليه اصيب شرطي آخر عن طريق الخطأ.
وافاد مواطنون فلسطينيون من قرية جبل المكبر انهم سمعوا أصواتاً كثيفة للرصاص، حيث تحدثت أنباء عن إصابة منفذ عملية الطعن بجروح.
وكان ليبرمان قد قال للصحافيين عقب استقالته أن «ما حدث بالأمس من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة هو بمثابة خضوع واستسلام للإرهاب». 
واضاف ليبرمان ”لو بقيت في المنصب، فلن أتمكن من النظر في أعين سكان الجنوب" في إشارة لمستوطنين تعرضوا لوابل من الصواريخ من ناحية غزة قبل وقف إطلاق النار الثلاثاء.
وقال ليبرمان إن استقالته، التي تصبح سارية بعد 48 ساعة من تقديم خطاب رسمي لنتنياهو، تعني أيضا انسحاب حزبه إسرائيل بيتنا، المنتمي لأقصى اليمين من الائتلاف.
وبذلك سيصبح نتنياهو مسيطرا على 61 مقعدا فقط في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا قبل عام من الانتخابات المقبلة في إسرائيل.
وكان يفترض أن تجري انتخابات الكنيست في تشرين الثاني 2019، لكن استقالة ليبرمان تزيد من احتمال إجراء انتخابات مبكرة. 
وقلل متحدث باسم حزب الليكود اليميني من احتمال إجراء الانتخابات مبكرا.
وكتب المتحدث يوناتان يوريتش على تويتر ”لا داعي للذهاب إلى انتخابات في فترة تعتبر حساسة للأمن القومي. يمكن لهذه الحكومة أن تكمل حتى نهاية مدتها".
ودافع نتنياهو عن قراره وقف اطلاق النار مع غزة، بعد أخطر تصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة منذ حرب 2014 تخللته غارات كثيفة على قطاع غزة واطلاق مئات قذائف الهاون والصواريخ على بلدات مجاورة للقطاع.
وقال نتنياهو في حفل تكريم مؤسس دولة اسرائيل ديفيد بن غوريون «في أوقات الطوارئ عند اتخاذ القرارات الحاسمة للأمن، لا يمكن للجمهور أن يكون دائما مطلعا على الاعتبارات التي يجب إخفاؤها عن العدو». 
ووصف نتنياهو تعامل إسرائيل مع غزة بأنه متعقل.
وقال نتنياهو «لقد توسل أعداؤنا لوقف إطلاق النار وكانوا يعرفون جيدا السبب. أسمع اصوات سكان الجنوب، صدقوني... انهم أعزاء على قلبي، ولكني أرى الصورة العامة التي تتعلق بأمن اسرائيل مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وما خفي أعظم». 
واكد مسؤول من حزب الليكود بزعامة نتنياهو على انه «لا يوجد التزام بالانتخابات في هذا الوقت لما ينطوي عليه الوضع من حساسية أمنية.»
واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «يمكن للحكومة ان تكمل فترتها الزمنية. على أي حال وعلى المدى القصير سيتولى رئيس الوزراء حقيبة ليبرمان على الاقل مؤقتاً».
 ويجري نتنياهو في مقر سكنه الرسمي بالقدس مشاورات سياسية مع مقربين منه لإعادة تقييم الأوضاع في أعقاب استقالة ليبرمان. 
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية عن مصدر مقرب من نتنياهو ان الهدف الأولي هو ضمان استقرار الائتلاف الحكومي لتمكينه من المضي قدما في عمله.
وأضاف المصدر «أن رئيس الوزراء سيجري في الساعات القريبة محادثات مع رؤساء أحزاب الائتلاف بهدف الامتناع عن تبكير الانتخابات». 
وسارع حزب «البيت اليهودي» برئاسة نفتالي بينيت بالمطالبة بحقيبة وزارة الدفاع بعد استقالة ليبرمان. 
وأكدت شولي معلم رئيسة كتلة «البيت اليهودي»، «حان الوقت لتسليم حقيبة الدفاع لنفتالي بينيت، وبدون هذه الحقيبة فإن الكتلة لن تبقى شريكا في الائتلاف الحكومي».
ورحب رئيس حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل) وزعيم حزب العمل وزعيمة المعارضة من المعسكر الصهيوني وغيرهم باستقالة ليبرمان. 
وقالت تسيبي ليفني من المعسكر الصهيوني ان «حكومة فشلت في الأمن يجب أن تنصرف. لا سلام، ولا أمن». 
أما رئيسة حزب ميريتس اليساري الصهيوني تمار زندبرغ فقالت إنها ستتقدم بمشروع قانون لحل الكنيست، وقالت إنه «تم التخلص من وزير عنصري فاسد هبط بالسياسة الاسرائيلية الى الحضيض». 
ويترأس ليبرمان اليميني المتطرف حزب «يسرائيل بيتينو» (إسرائيل بيتنا) الذي يشغل خمسة من أصل 120 مقعداً في الكنيست. 
وكان ليبرمان ادلى بتصريحات مثيرة للجدل عند توليه حقيبة الدفاع، ومنها أنه سيعطي زعيم حركة حماس اسماعيل هنية مدة 48 ساعة لتسليم إسرائيليين معتقلين لدى حماس وتسليم جثث جنود قتلوا في حرب 2014 «والا سأقضي عليه»، وقال إنه قبل انتهاء ولايته سيكون قد قضى على عدد من قادة حماس.
لكنه تراجع في وقت لاحق وقال انه ملتزم «سياسة مسؤولة ومعقولة».
 من ناحيتها، أعلنت حركة حماس انها تعتبر استقالة ليبرمان «انتصارا سياسيا» لغزة و»اعترافاً بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية».
 وأكد الناطق باسمها سامي ابو زهري إن غزة «نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال».
من جهتها قالت حركة الجهاد الاسلامي تعقيبا على استقالة ليبرمان في بيان «هذه واحدة من التداعيات السريعة لفشل الاحتلال واعتراف بهزيمته. ليبرمان كان أعجز من أن يقف في وجه المقاومة. 
كل إجراءات الاحتلال فشلت أمام صمود غزة وثباتها وصبرها». 
وأعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة مساء الثلاثاء وقفا لاطلاق النار مع اسرائيل بجهود مصرية بعد تصعيد خطير للمواجهات منذ الأحد هدد باندلاع حرب بين القطاع المحاصر والدولة العبرية. 
وأصدرت الفصائل وبينها حركة حماس، بيانا مشتركا قالت فيه إن «جهودا مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني». 
وبعد اعلان وقف النار، خرج الاف من سكان قطاع غزة الى الشوارع في تظاهرات فرح. 
 واستمر العنف على نطاق ضيق امس حيث استشهد صياد فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي شمال بلدة بيت لاهيا أثناء إلقائه شباكه في البحر في منطقة حدودية، وفق وزارة الصحة ومصدر أمني. 
وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي «إن قوات الجيش تعرفت على عدد من المشتبه بهم ،عندما اقترب أحدهم من السياج الأمني، أطلقت قوات الجيش النار عليه وفقا لإجراءات ومقاييس العملية المعمول بها». 
وقال الجيش إن «الفلسطيني لم يكن على متن قارب».
وفي واقعة منفصلة قال الجيش الإسرائيلي إن قواته ألقت القبض على فلسطيني حاول اختراق السور الحدودي ورمى قنابل يدوية عليها.
 وقوبل وقف إطلاق النار بمعارضة داخل الحكومة الاسرائيلية ومن إسرائيليين يعيشون بالقرب من قطاع غزة تظاهروا صباح امس مطالبين بمواصلة الغارات ضد حركة حماس، وباستقالة نتنياهو وليبرمان ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت. 
وقال مصدر دبلوماسي اطلع على الاتفاق ان اسرائيل وحماس التزمتا العودة «الى مضمون اتفاق 2014»، لكنه اوضح ان الوضع لا يزال «هشا» وقد ينفجر «مجددا».
وتوسطت مصر لوقف إطلاق النار خلال عمليات تصعيد سابقة، بينما سعى مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة.
 ووصف ملادينوف التصعيد سابقا بأنه «خطير للغاية» وكتب على تويتر «يجب أن يظهر الجميع ضبط النفس».
 (ا.ف.ب-رويترز)