بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيار 2018 01:17ص ٢٦ قتيلاً للنظام بهجوم مباغت لداعش في البادية

الأونروا: عودة سكان مخيم اليرموك صعبة

حجم الخط
دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي قبل ظهر امس الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود المجاور في جنوب دمشق، وفق ما نقل الاعلام الرسمي، غداة اعلان الجيش سيطرته بالكامل على المنطقة اثر طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها. 
ونقل التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة تظهر دخول موكب لقوى الامن الداخلي يتقدمه دراجان رافعين الاعلام السورية الى حي الحجر الأسود.
 وسيطر الجيش السوري أمس الاول على كامل دمشق ومحيطها للمرة الأولى منذ العام 2012 معلناً اياها مناطق «آمنة» إثر طرده تنظيم الدولة الإسلامية من آخر جيب له في جنوب العاصمة الذي يعد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين أبرز أحيائه. في المخيم، رفع عسكريون الاعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد على مبنى تضرر بفعل المعارك واخترق الرصاص جدرانه، فيما كان آخرون يطلقون النار من رشاشاتهم ابتهاجاً في الهواء ويرددون هتافات عدة بينها «بالروح بالدم نفديك يا بشار».
 ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أن عناصر الشرطة رفعوا العلم الوطني في منطقة اليرموك «بعد تحريرها من الإرهاب».
 وقال ضابط في قوى الامن الداخلي برتبة عميد في تصريحات للصحافيين نقلها التلفزيون السوري «الشرطة متواجدة على مدار 24 ساعة» لافتاً الى ان «وحدات من كافة الاختصاصات تنتشر في انحاء المخيم لتقديم العون والمساعدة للمواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم». 
وأعلن الجيش السوري في بيان عصر الإثنين بعد شهر من المعارك «القضاء على أعداد كبيرة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي ما أدى إلى إحكام السيطرة التامة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك» لتصبح بذلك «دمشق وما حولها وريفها وبلداته هي مناطق آمنة بالكامل وعصية على الإرهاب ورعاته». 
على صعيد اخر، قتل 26 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها امس في هجوم مباغت لتنظيم الدولة الإسلامية في البادية السورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. 
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «عناصر التنظيم شنوا هجوماً فجراً بعد تفجير سيارة مفخخة استهدف تجمعاً لقوات النظام، قبل أن تندلع اشتباكات مستمرة حتى الآن»، موضحاً أن الجهاديين تسللوا من جيب تحت سيطرتهم شرق مدينة تدمر في وسط سوريا. 
ويتم نقل القتلى ومن بينهم مقاتلون ايرانيون والجرحى إلى مدينة تدمر الأثرية، وفق المرصد الذي أشار إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة مقاتلين من التنظيم المتطرف. 
ويأتي ذلك غداة خروج آخر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من أحياء في جنوب دمشق وانتقالهم بموجب اتفاق إجلاء إلى هذا الجيب الصغير الذي يسيطر عليه الجهاديون في البادية. 
 الي ذلك،  أعلنت الأمم المتحدة امس، غداة اعلان الجيش السوري طرده تنظيم الدولة الاسلامية من جنوب دمشق، أن حجم الدمار في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق يجعل عودة سكانه أمراً صعباً للغاية. 
وبعد عملية عسكرية استمرت شهراً ضد التنظيم تبعها اتفاق إجلاء لم تعلنه السلطات السورية، استعاد الجيش السوري الإثنين السيطرة على مخيم اليرموك وأحياء مجاورة في جنوب دمشق. 
ويُعد اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، وكان يعيش فيه قبل اندلاع النزاع 160 ألف شخص بينهم سوريون. لكن الحرب، التي وصلت الى المخيم في العام 2012 وعرضته للحصار والدمار، أجبرت سكانه على الفرار.
وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كريس غانيس «اليرموك اليوم غارق في الدمار، ويكاد لم يسلم أي منزل من الدمار»، مضيفاً «منظومة الصحة العامة، المياه، الكهرباء والخدمات الأساسية كلها تضررت بشكل كبير». 
وتابع «ركام هذا النزاع العديم الرحمة منتشر في كل مكان. وفي أجواء مماثلة، من الصعب تخيل كيف يمكن للناس العودة». وشاهد مراسل لفرانس برس في اليرموك  خلال جولة نظمتها وزارة الاعلام السورية للصحافيين أبنية ومنازل مدمرة شاهدة على ضراوة المعارك. 
وحالت أكوام الركام وسط الشوارع دون دخول السيارات أو حتى عبور المشاة.
وقال مدير المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي  إن «الخطوة التي تلي تحرير المخيم هي التمشيط الامني وازالة الركام واحصاء الاضرار من اجل اعادة الاعمار واعادة البنية التحتية تمهيداً لعودة السكان».
 وأوضح «إذا عاد المدني (اليوم) ألا يلزمه مياه وكهرباء وطرق وخدمات وأمان ليتمكن من السكن؟» لافتاً الى أنه «ستتم مناقشة اعادة الاعمار مع أونروا والدولة السورية وبعض الدول المانحة». 
 وقدر غانيس أن بين مئة إلى مئتين مدني فقط لا يزالون داخل اليرموك، بينهم كبار في السن أو مرضى لم يتمكنوا من الفرار. وقال «الوضع الذي يواجهونه في اليرموك غير إنساني وفق كافة المعايير، نحن بحاجة إلى ايصال مساعدة إنسانية عاجلة».
(ا.ف.ب)