بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تموز 2020 12:07ص معبر إنساني واحد للسوريين.. وتحذير من موت الآلاف

مقتل قيادي كبير بالحرس الثوري الإيراني في سوريا

طفل سوري نازح يقف بجوار ملابس في مخيم للنازحين من إدلب وحلب بالقرب من بلدة معرة مصرين في ريف إدلب (أ ف ب) طفل سوري نازح يقف بجوار ملابس في مخيم للنازحين من إدلب وحلب بالقرب من بلدة معرة مصرين في ريف إدلب (أ ف ب)
حجم الخط
وافق مجلس الأمن الدولي أمس الأول على دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر تركي واحد وذلك غداة انقضاء أجل عملية إنسانية استمرت ستة أعوام بتفويض من الأمم المتحدة وذلك مما سيؤثر على ملايين المدنيين السوريين.

وتصف المنظمة الدولية المساعدات المنقولة من تركيا بأنها «شريان حياة» للسوريين في شمال غرب البلاد.

ووصل المجلس المؤلف من 15 بلدا إلى طريق مسدود بوقوف معظم الأعضاء ضد روسيا والصين حليفتي سوريا اللتين امتنعتا عن التصويت وهو خامس تصويت يجريه المجلس بشأن القضية هذا الأسبوع.

وأبدت روسيا والصين رغبتهما في تقليص عدد المعابر إلى معبر واحد، وقالتا إنه يمكن وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا من داخل البلاد. 

وسعى البلدان أيضا إلى تضمين عبارات قال دبلوماسيون غربيون إنها تُحَمل العقوبات الغربية على سوريا مسؤولية الأزمة الإنسانية.

وطلب السفير الألماني في الأمم المتحدة كريستوف هيوسجن من نظيريه الروسي والصيني أن ينقلا لحكومتي بلديهما سؤاله وهو «كيف لأولئك الناس الذين أعطوا تعليمات بتقليص المساعدات عن 500 ألف طفل... النظر في المرآة غدا؟».

وانقسم المجلس أيضا بشأن تجديد مدة التفويض بستة أشهر أم عام. 

وأجاز القرار، الذي أعدته ألمانيا وبلجيكا وجرت الموافقة عليه في النهاية السبت، استخدام معبر واحد لمدة عام.

وقال ديمتري بوليانسكي نائب المبعوث الروسي في الأمم المتحدة عقب التصويت «روسيا تؤيد دوما إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا مع الاحترام الكامل لسيادة البلاد ووحدة أراضيها وبالتنسيق مع حكومتها الشرعية. لا ينبغي تسييس هذه القضية».

وصوت 12 بلدا بتأييد مشروع القرار وامتنعت جمهورية الدومينكان عن التصويت أيضا. وجاء التصويت الناجح بعد محاولتي تصويت فاشلتين على مقترحين روسيين وتصويتين آخرين أعدتهما ألمانيا وبلجيكا واستخدمت روسيا والصين حق النقض ضدهما.

وقال القائم بأعمال السفير البريطاني في الأمم المتحدة جوناثان ألين عقب التصويت إن وقف دخول المساعدات عبر معبر باب السلام الحدودي سيحرم «1.3 مليون شخص في شمال غرب سوريا من مساعدات إنسانية ضرورية تصلهم عبر الحدود».

وقالت ألمانيا وبلجيكا في بيان مشترك عقب التصويت «معبر حدودي واحد غير كاف لكن عدم وجود أي معبر سيثير القلق بشأن مصير المنطقة برمتها».

وعندما أقر مجلس الأمن عملية نقل المساعدات عبر الحدود لأول مرة في عام 2014 كانت تتضمن أيضا الدخول من الأردن والعراق. 

وتوقف نقل المساعدات عبر الأردن والعراق في كانون الثاني بسبب معارضة روسيا والصين.

وقال السفير الصيني بالأمم المتحدة تشانغ جون إن الصين لديها دوما تحفظات بشأن نقل المساعدات عبر الحدود لكن وفي ظل الموقف الراهن في سوريا فإنها لا تعارض الإبقاء عليها «في هذه المرحلة».

لكنه أضاف «ومن ثم ينبغي تعديلها في ضوء التطورات على الأرض».

واعرب الاتحاد الأوروبي أمس عن «قلقه العميق» حيال خطوة الامم المتحدة إغلاق إحدى نقطتي العبور المخصصة لإدخال المساعدات الانسانية الى سوريا.

من جهتها قالت وكالات إغاثة إن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي قضى بفتح معبر واحد بدلا من معبرين إنسانيين سيؤدي إلى فقدان أرواح ويزيد من معاناة 1.3 مليون سوري يعيشون في المنطقة.

وقالت وكالات الإغاثة العاملة في سوريا في بيان مشترك «ستزداد في شمال غرب سوريا، حيث تم إغلاق شريان حيوي عبر الحدود... صعوبة الوصول إلى ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص يعتمدون على الغذاء والدواء الذي تقدمه الأمم المتحدة عبر الحدود».

وأضاف البيان «لن يتلقى كثيرون الآن المساعدة التي يحتاجون إليها. ستهدر أرواح. وستزداد المعاناة».

وقال البيان «هذه ضربة مدمرة مع تأكيد أول حالة إصابة بكوفيد-19 في إدلب المنطقة التي ضعفت بنيتها التحتية في مجال الصحة بشكل كبير».

وفي بيان منفصل قالت منظمة أطباء لحقوق الإنسان إن قرار مجلس الأمن أغلق «الطرق المباشرة أمام مئات الآلاف من النازحين السوريين الذين هم في أمس الحاجة للغذاء والدواء».

وقال لويس شاربونو مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش «أذعن أعضاء المجلس ومنحوا موسكو ما تريده أي تخفيض آخر كبير في المساعدات الموجهة عبر الحدود إلى السوريين البائسين الذين يعتمدون عليها من أجل البقاء على قيد الحياة».

على صعيد آخر أعلنت السلطات الإيرانية، مساء أمس الاول مقتل ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني يدعى «إبراهيم أسمي» في سوريا.

وقال قائد الفيلق العاشر بالحرس الثوري الإيراني، رستم علي رفيعي، إن «أسمي لقي مصرعه خلال الأيام الأخيرة في سوريا»، وذلك حسب وكالة «أهل البيت» الإيرانية.

والجمعة قتل 35 مسلحاً بينهم قياديان، جرّاء استهداف طيران مجهول الهوية رتلًا من مجموعات إرهابية تابعة لإيران شرقي سوريا بحسب وكالة الاناضول التركية.

وأفادت الوكالة نقلا عن مصادر محلية أن طائرات مجهولة الهوية استهدفت الرتل على الجانب السوري من الحدود السورية العراقية بالقرب من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور (شرق).

وأوضحت المصادر أن القصف أسفر عن مقتل 35 عنصرًا من تلك المجموعات بينهم قياديان، واحتراق عدد كبير من الآليات العسكرية.

إلى ذلك قال الأدميرال ألكسندر شيرتبيتسكي رئيس مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، أمس إن الدفاعات الجوية الروسية أحبطت هجوما لمسلحين على مطار حميميم العسكري في الساحل السوري.

وقال شيرتبيتسكي: «حددت أنظمة الدفاع الجوي الروسية طائرتين بدون طيار تقترب من المنطقة المحيطة بقاعدة حميميم العسكرية الجوية الروسية من الاتجاه الشمالي الشرقي، ودمرت طائرات جوية روسية الطائرتين من على بعد خمسة كيلومترات من القاعدة الجوية».

(أ ف ب -  رويترز - الأناضول)