يعاني لبنان من عدّة مصادر لأزماته. ولا يمكن اختصارها بمشكلة واحدة، ولا تحميلها لطرف واحد. وهي تختلف باختلاف درجة مخاطرها. إن رفض معالجتها كلها في الوقت نفسه، بالإضافة الى غياب ثقافة المواطنة في لبنان، تجعل السلام في لبنان مستحيلا.
أ - أسباب خارجية:
1 - العدو الإسرائيلي. وهو الخطر الأكبر والمستمر، ويهدّد دوما أمن واقتصاد لبنان واللبنانيين. 2 - الارهاب وويلاته. (يمكن اعتبار قسم منه داخلي أيضا). وهو أن توقف نهائيا. ولكن يجب الاحتياط الدائم منه!
3 - اللعبة الدولية - الاقليمية، والصراع العربي - الإسرائيلي. ويدفع لبنان أثمانهما. وكذلك يدفع أثمان تحميل لبنان منفردا، بعيدا عن جامعة الدول العربية، تبعات وأعباء القضية الفلسطينية. 4 - أطماع سوريا في لبنان، التي تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب انشغالاتها الداخلية.
ب - أسباب داخلية:
1 - النظام السياسي الطائفي والمذهبي المحاصصاتي، وفيدرالية الطوائف والمذاهب. 2 - الفساد والهدر وسوء الإدارة والاهمال، وخاصة فساد الطبقة السياسية، التي أفسدت وأخضعت القضاء وتسببت بالانهيار المالي والفقر وفقدان العدالة الاجتماعية، والتي تحتاج جميعها إلى حلول طارئة اليوم.
3 - رفض البت بالاستراتيجية الدفاعية لدمج سلاح حزب الله في سلاح الجيش اللبناني. مع انه لا جدال على ضرورة الجهوزية لمقاومة أي اعتداء إسرائيلي أو إرهابي على لبنان. وكذلك، استعمال حزب الله سلاحه في بلدان أخرى، واستعماله في الداخل كفائض للقوة (٧ أيار، خطوط حمر لمنع إسقاط حكومات، فرض رؤساء...).
الانتصار على كل هذه الأزمات ممكن إذا توحّد اللبنانيون. وإذا اعتبروا أن مصلحة لبنان تأتي قبل مصالحهم الخاصة، وقبل أجنداتهم الداخلية والخارجية. أما في الواقع فإن الحل شبه مستحيل لأن إرادة الحل غير متوفرة، لأن البعض لديه ارتباطات بالمحاور، والجميع يرفض محاربة الفساد والسير بحلول إستثنائية للأزمة المالية. مما يجعل من الطبقة السياسية هي المشكلة الكبرى والعائق لحل الأزمات. ومدخل الحل، وعلى الرغم من صعوبته هو الضغط في الشارع، فليس هناك أفق حل آخر.
سمير سكاف