بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 حزيران 2020 12:00ص أين هي رحمتكم؟...فالتاريخ لن يرحمكم

حجم الخط
صوت صارخ من قلب حزين سدّت في وجهه أبواب الأمل ولم يبقَ أمامه سوى بحّة صوت ينادي بها بالرحمة.

نعم صوت مواطن ذاق المرّ في بلده ولم يجد وسيلة لينقذ حياته إلا واستنجد بها.

ذلّ وفقر وجوع، مثلث أصبح رمز المواطن اللبناني الذي فَقدَ حتى أمله بالحياة، وهذا الشعور يضعنا يوماً بعد يوم أمام تحدّيات كبيرة وصعبة.

نعم شعب مقهور مفجوع يفترش الطرقات ويتخبّط بظله مستجيباً القدر ولا من آذان تسمع أو عيون ترى أو قلب يدمع، شعب سُلبت منه الحياة في بلد دفعوا به حكامه الى الهاوية.

نعم حكام أشبعونا فقراً وقهراً وجوعاً ويأساً.

فهل سيجدون رحمةً في كلمات وحبر الأقلام التي ستدوّن بسوادها تاريخهم على صفحات كتبها المدوّنة من غضب الشعب وغضب الرب.

ماذا تريدون بعد من هذا المواطن الذي لم يبقَ أمامه إلا النزول على الشوارع والصراخ بأحقية المطالب.

أردتم الجوع والفقر فليكن، أردتم الذل والقهر فليكن، أردتم الاستعباد والحرمان فليكن، ولكن بعد كل ما أوصلتم شعبكم إليه هل يبقى شواذ بعد كل هذا الشواذ؟

تجلسون أمام الشاشات كل ليلة وتشاهدون شعبكم يثور ويصرخ ويكاد يضيع من كثرة المطالب وأنتم كأنكم تشاهدون فيلماً من أفلام الـ Action, نعم لو كنت مكانكم لقلبت الطاولة على رأسي وخجلت من نفسي ونفضت غبار الظلم عني.

يا لسخرية هذا القدر! قدر يتغلب فيه الظالم على المظلوم ويضع الحاكم الظالم في مكان لا حكم عليه.

لا عيش كريم ولا ليرة كريمة ولا حياة شريفة، إن غضب الناس حقيقي وجوعهم حقيقي وخوفهم من المستقبل حقيقي وصرختهم حقيقية.

أهديتم شعبكم أزمة إقتصادية ومعيشية خانقة حتى قضيتم على جنى عمرهم.

أنتم تنامون ولكن الثوار لا ينامون والثورة لا تنام والجائع لا يستطيع أن ينام.

صحيح أنكم تريدون من الشعب أن يصبح عبداً ضعيفاً خاضعاً لكم لكن هذا لا يصلح على الشعب اللبناني حتى ولو بأحلامكم.

فبين الكفر والرحمة خيط ستقطع أوصاله إنسانية ترأف بالشعب وإيمان عظيم ينتصر على الظلم الكافر.

سؤال يطرح عليكم يا حكام لبنان:هل قرأتم التاريخ يوماً لتعرفوا أن جميع الثورات في العالم نزفت الدماء بسيب الجوع لأن الجوع كافر؟

وعلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».

فأين هي رحمتكم؟... فالتاريخ لن يرحمكم.