بيروت - لبنان

19 آذار 2024 12:00ص إسرائيل عالقة في وحول فشلها ومجازرها

حجم الخط
تتواتر التهديدات الإسرائيلية اليومية على لسان أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي بحتمية شنّ حرب واسعة على لبنان إذا ما استنفدت المحاولات الدبلوماسية بإبعاد حزب الله وكتيبته «الرضوان» لما بعد الليطاني كما تتعالى أصوات قطعان المستوطنين بنفس الاتجاه.
يدرك الإسرائيليون ان لبنان أغلق باب التفاوض بشأن الأعمال العسكرية والأمنية الى ما بعد وقف الحرب على غزة على وقع الاسناد، بحيث يمكن العودة بعد ذلك الى جولات «هوكشتاين» المكوكية والتطبيق المبهم لمضمون القرار الأممي السابق «1701»، والذي يسمح لطرفي النزاع الادّعاء بالانتصار.
يبدو نتنياهو عالق تحت سقوف أهدافه المعلنة والمستحيلة، أهمها ان وقف إطلاق النار يعني الحؤول دون اجتياحه رفح، وربطه ذلك بخسارة الحرب.
الظروف الحالية تعاند ذلك الاجتياح، فالجيش الإسرائيلي منهك بعد خمسة أشهر من المراوحة في قطاعات غزة الأخرى والخلافات تعصف بالمستويات السياسية والعسكرية والأمنية والدينية رفض «الحرديم» الخدمة في الجيش بما لذلك الرفض من تداعيات بين العلمانيين والمتدينين والاقتصاد يترنح وتحرك أهالي الأسرى في تصاعد وكرة الداعين لانتخابات مبكرة يعتبرها نتنياهو ستة أشهر قاتلة تتدحرج والأخطر تصاعد الخلافات الأميركية مع حكومة نتنياهو وعدم تغطية واشنطن لاجتياح على صور فظاعاتها السابقة بما يمعن في احراج أميركا إنسانياً وقانونياً وإذلال بايدن بانتخابات الرئاسة حيث المؤشرات ترتفع لصالح «دونالد ترامب» وربما ستسعى الإدارة الأميركية لإصدار قرار من مجلس الأمن يقضي بوقف لإطلاق النار حيث باتت تعتبر ان الظروف باتت ملحّة لإنقاذ إسرائيل من نفسها ولملمة الفوضى التي أحدثتها تل أبيب يتوازى ذلك مع موقف أوروبي موازي أكثر حزماً في مسألتي رفض الاجتياح والتحذير من تداعيات المجاعة.
إضافة الى هذه العوامل يدرك نتنياهو ان دخوله رفح قد يدفع حزب الله اللبناني الى تعديل تدخّله من الاسناد لغزة الى الانخراط الكلي في الحرب، ووفق الاعتبارات السالفة فإن إسرائيل رغم تصريحاتها المتكررة باجتياح رفح وغزو لبنان فهي غير مستعدة لسيناريو الحرب الشاملة إلّا كمقامرة يقوم بها نتنياهو لإطالة أمد مكوثه في رئاسة الحكومة، وهذا يعني ان «إسرائيل» عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها، وقد عرّت سرديتها المضللة أمام العالم حتى من ورقة التوت، التي استحلبت ضرعها 76 عاماً ومكّنتها من استعطاف الغرب وكسب دعمه وتأييده على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.
فهل يغتنم العرب والمسلمين «طوفان الأقصى» لإقناع أميركا بانتهاء صلاحية إسرائيل، فالكثير من الأميركيين باتوا يتساءلون عن جدوى أن تدفن بلادهم رأسها من أجل إسرائيل، فالولد التلمودي المدلل بات مزعجاً ليس فقط لدافع الضرائب الأميركي بكثرة إسرافه، بل لانه أيضاً يمعن في إذلال أحفاد العم سام بعدم الاكتراث بمصالحهم وقد تعارضت كلياً في الشرق الأوسط.