بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 آذار 2019 12:00ص إلى الزميل خليل عفيف برهومي سنبقى نستذكر بلاغة علمك وسمو أخلاقك

حجم الخط
.. ورحل العزيز الزميل خليل عفيف برهومي..
رحل «الخليل» بعد معاناة وعذابات وآلام تحملها جسده في غرفة «الانعاش» على مدى شهرين ونيف، بإيمان الاتقياء الصالحين المؤمنين..
أما آخر لقاء بيننا، وهو الزميل الأخ والصديق الذي استمريت اقاسمه مكتباً واحداً لأكثر من عشرين عاماً، فكان اليوم الذي أوصلته فيه، ومعي الزميل «صائب ناصر» إلى باب منزله، وكنت قد تعودت، وعلى مدى السنوات الـ20، ان اوصله بعد الانتهاء من العمل الليلي في «اللواء»، إلى أقرب نقطة من منزله، ولكن في تلك الليلة، كان الاتفاق مع رفيق الطريق الثاني الزميل «صائب» ان نرافق «الخليل» حتى باب منزله، خوفاً عليه من مكروه قد يصيبه، كالوقوع في الشارع، بعد ان شعرنا بجسده يهتز من شدّة المرض ويكاد يفقد القدرة على المشي، والقرار المتخذ كان «سرياً» كي لا نشعره بأي قلق على صحته..
وفي اليوم التالي، علمنا من السيدة الفاضلة «أم محمّد وماهر»، زوجته، بأن «الخليل» أُدخل في الليلة ذاتها إلى مستشفى «المقاصد»، وانه يخضع لاشراف امهر الأطباء، لعل وعسى العناية الإلهية، قبل الطبية، تنقذه من أضرار «النيكوتين» التي اطبقت على رئتيه؟!
ولكن، ماذا يفعل العلاج مع جسد ارهقته «السموم»؟
بل ماذا يفعل الطب امام رئتين أنهكتهما سنوات وسنوات من التدخين الدائم؟
كنت، وكما هو حال بقية الزملاء في «اللواء» نتصل يومياً، في ساعات النهار واطلالات المساء، للإطمئنان على الحبيب «الخليل» الراقد في العناية المركزة وكان الرد يأتينا على لسان الزوجة «أم محمّد وماهر»، الصابرة، المؤمنة بأن الأطباء يحاولون وأن الأمل ضئيل جداً، وان الدعاء والعناية الإلهية وحدهما قادران على إنقاذ «الخليل» مما هو فيه من حالة ميؤس منها؟
وبرغم سوداوية الوضع الصحي للحبيب «الخليل» استمرينا جميعاً، زملاء خليل برهومي، على التواصل اليومي، وإنما على خجل لكثرة ما سألنا، مع السيدة الفاضلة الزوجة الصابرة، وكانت في كل يوم تخبرنا بأن «الحالة من سيء إلى أسوأ»، وان الخليل دخل في «كوما» مجهولة العواقب»؟!
وفي ليل يوم الجمعة الموافق 22/3/2019 أي في يوم الاحتفال بعيد الأم، فارق الحبيب «الخليل» هذه الدنيا منتقلاً إلى جوار ربه، وكأن المولى سبحانه وتعالى اختار لعبده الرحيل في «عيد الأم» التي كانت الأكثر حنواً عليه في طفولته ونشأته وصباه، كما حدثني مطولاً عنها..
فإلى جنة الخلد بإذن الله، أيها المعلم الأديب، والشاعر، والفقيه، والزميل والصديق.. وسنظل، نحن زملاؤك، نستذكر طيبة قلبك ورفعة اخلاقك وسمو روحك.. أيها «الخليل»..