بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 حزيران 2022 12:01ص «التقليديون» يتحدّون و«التغييريون» يتكاتفون والمستقلون حائرون

بو صعب مُكلَّف التواصل مع الأقطاب وإيجابيات بين عون وميقاتي

حجم الخط
تسعى القوى السياسية التقليدية الى خوض الاستحقاقات المقبلة النيابية والحكومية بقلب رجل واحد لولا استثناء التيار الوطني الحر الذي يُغرّد أحياناً كثيرة خارج السرب في بعض القضايا ويطلب التوافقات في قضايا اخرى، لكن لا يمكنه ان يخرج من السرب بشكل نهائي حتى لا يتم الاستفراد به فيسقط في كثيرمن الامتحانات، بينما القوى السياسية الجديدة لازالت تتلمس طريقها وتحاول ترتيب شؤون بيتها الداخلي، قبل ان تنطلق في ورشة العمل كما يفعل تكتل قوى التغيير وبعض النواب المستقلين، لكنها تُلمّح الى أنها ستخوض معارك في المجلس النيابي الجديد لإرساء نهجها وادائها بدءاً من انتخاب اللجان النيابية، وصولاً الى التشريع، حيث ستضطر الى البحث عن توافقات معينة وربما مع بعض القوى التقليدية (التي كانت ترفضها) من اجل تمرير مشاريعها المجلسية، مروراً بموضوع تكليف رئيس للحكومة ومن ثم تشكيل الحكومة.
 وعلمت «اللواء» ان زيارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الى الرئيس نبيه بري، وبتكليف من رئيس الجمهورية حسبما قال بوصعب، تقع في سياق المشاورات التي يقوم بها الرئيس ميشال عون مع بعض الأقطاب والقوى السياسية، لسبر افكارها ورؤيتها لمسار المرحلة المقبلة. وفي السياق، قالت المصادر ان بو صعب مكلف بمهمة من قبل الرئيس عون للإتصال بأكبر عدد ممكن من القوى السياسية، ولهذا كانت له لقاءات مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والتكتل الوطني الذي يضم فرنجية والنائب فريد هيكل الخازن والنائب ويليام طوق وسواهم من كتل وشخصيات سياسية، عدا الاتصات التي يجريها عون او يتلقاها شخصياً. وذكرت بعض المعلومات ان جانباً من لقاء بو صعب مع بري تناول تحريك بعض القوانين العالقة في مجلس النواب والتي يهتم بها الرئيس عون بالسرعة اللازمة لإقرارها، من اجل معالجة بعض الازمات المطروحة اقتصادياً ومالياً وادارياً، بالتوازي مع اتصالات الموضوع الحكومي.  
 وفي السياق ذاته، يعمل الرئيس عون بالتنسيق مع الرئيس نجيب ميقاتي لتقطيع المرحلة الراهنة بسهولة ويسر، وذكرت مصادر الرئيسين ان لقاءهما الاخير كان إيجابياً جداً خلافاً لبعض التسريبات التي تحدثت عن خلافات بينهما حول تعويم حكومة تصريف الاعمال، وقالت: ان الرئيس عون أبدى خلال لقائه مع ميقاتي استعداده لكلّ التعاون، وهذا الأمر إيجابي .
لكن المصادر المتابعة قالت: ان الرئيس عون لم يضع حتى الآن تصوراً لمقاربة الشأن الحكومي لا تكليفاً ولا تأليفاً، وهو لم ولن يطرح اي افكار اومقترحات على الذين يتشاور معهم، بل يستجمع الافكار وسيجري جوجلة لها قبل ان يقرر اي امر، لكنه منفتح على الجميع ويهمه ان يستمع للجميع، للتوصل الى مقاربات مشتركة للخروج من الاستحقاقات المقبلة بتوافق واسع.
 وبالنسبة لـ «قوى التغيير»، فقالت مصادرها: إن نوابها الـ 13 سيشاركون في الاستتشارات الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية ككتلة واحدة، وسيكون لهم موقف مختلف غير تقليدي من التكليف والتأليف الحكومي، وإن كانت خياراتهم لم تتضح بشكل واضح بعد. وقد اصدروا بياناً امس الاول السبت، أعلنوا فيه أنه «انطلاقا من مسؤولياتنا النيابية وثقة الشعب، وانطلاقا من الدور الذي رفعه الناس منذ 17 تشرين، وتأكيداً على المبادئ التي نرفعها ونضغط لتصبح جزءاً من العمل النيابي، نعلن ترشيح نواب قوى التغيير في اللجان النيابية، وفق مبدأ أولوية الاختصاص، والقدرة على تقديم نموذج جديد في العمل النيابي، ينطلق اولا من الشفافية وتقديم مصلحة المواطن تشريعياً على كل ما عداه من مصالح حزبية أو فئوية» .
  وفي حين ان تكتل «قوى التغيير» سيحافظ على عدد نوابه الـ ١٣ كما قالت مصادره. ما زال عدد من النواب المستقلين حائرا بين ان يبقى منفرداً او ينضم إلى تكتل سياسي او مناطقي، كما هو حال بعض نواب طرابلس، الذين لم يحسموا امرهم، علماً ان النائب عبد الكريم كبارة نفى لـ «اللواء» ما تردد عن انضمامه وبعض نواب طرابلس والمنية والضنية إلى كتلة نواب عكار. وقال: انه ما زال يدرس الموضوع ولن يتقرر شيء قبل انتهاء انتخاب اللجان النيابية يوم الثلاثاء.