بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 نيسان 2024 11:54م الرئاسة وحماية لبنان بيد واشنطن متى تبادر؟

حجم الخط
لم يعد الكلام الذي كان يتردد منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية بعد عملية طوفان الأقصى، بأن الإدارة الاميركية، رفضت اكثر من مرة قيام إسرائيل بشن حرب واسعة النطاق على لبنان، ردا على هجمات الحزب عليها، مجرد تكهنات او اقاويل غير ثابتة، ولم يعد الكلام عن امساك الادارة الاميركية بملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية لغزاً محيراً، او مخفياً عن الأعين، بل اصبح الكلام عن الحدثين اكثر واقعية، بعد تطورات الحرب الدائرة بين إسرائيل وايران، على هامش الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة. 
بعد تداعيات الضربات الإسرائيلية المتتالية على القنصلية الايرانية في دمشق ومقار وقواعد الحرس الثوري الايراني في سوريا، وقتل العديد من المسؤولين والمستشارين العسكريين الإيرانيين المهمين خلالها،  ومبادرة واشنطن الفورية لدوزنة هجمات الثأر الايراني على إسرائيل، نهاية الاسبوع الماضي، توقيتا واهدافا، والمشاركة الفاعلة في إسقاط وتعطيل المسيّرأت والصواريخ الايرانية قبل بلوغ اهدافها الإسرائيلية، يتكشف اكثر فأكثر، تفرد دور وفاعلية نفوذ الولايات المتحدة الأميركية، بادارة الصراع الظاهري والمستتر بين نظام ولاية الفقيه وإسرائيل، وقدرتها على موازنة هذا الصراع، مع مراعاة الحفاظ على حدود مصالح  ونفوذ الدولتين معا.
ما كشفه المسؤولون الاميركيون علناً، وتبعهم الاسرائيليون والايرانيون بعد ذلك، عن اقنية الاتصال الاميركية المفتوحة مع الطرفين، ابان التحضير للرد الايراني على الهجمات الإسرائيلية، لتحديد نوعية الردود واهدافها،  وتجنب الرد الإسرائيلي استهداف المواقع والمفاعلات النووية الايرانية فيما بعد، بهدف منع التصعيد باتجاه حرب موسعة، وهو ما جاهر به علانية وزير خارجية ايران حسين عبد اللهيان في نيويورك، على هامش مشاركته باجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة موضوع الاعتراف بدولة فلسطين منذ ايام، يعطي الدليل شبه القاطع على قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على الامساك بمعظم خيوط الصراع الدائر بالمنطقة على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، باعتراف إسرائيل المدعومة من واشنطن دوما ،وبتسليم من النظام الايراني، الذي يجاهر بعداء الادارة الاميركية امام شعبه، ويفتح قنوات الاتصال والتنسيق الواسع معها بعيدا عن الأضواء، كما ظهر ذلك علانية من كلا الطرفين.
وهكذا يصبح ما تردد سابقا، بأن المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين قدم طرحا متكاملاُ للمسؤولين اللبنانيين في زيارتيه السابقتين إلى لبنان، يتضمن اطارا لحل مشكلة المواجهة المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوباً ،يتضمن كل النقاط والمشاكل المختلف عليها، على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وكيفية التوصل إلى اتفاق نهائي بين لبنان وإسرائيل، وكذلك قدم رؤية  واشنطن لحل ازمة الانتخابات الرئاسية وابداء ورغبتها الامساك بملف لبنان، بعد فشل الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان بمهمته لحل الازمة خلال المرحلة الماضية، أكثر واقعية وقابلا للتصديق، ويمكن البناء عليه، انطلاقا من الدور الاميركي الفاعل في ازمات المنطقة، وقدرتها على التواصل مع  الدول والاطراف المؤثرة في الازمة اللبنانية، ولاسيما ايران، للتوصل إلى تفاهم يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
 في ضوء ما تقدم، يبقى السؤال المطروح، متى تستغل الادارة الاميركية، ما حصل مؤخرا، وتوظيف دورها الفاعل في دوزنة ورعاية صراع المنطقة،   وتبادر لاستكمال تحركها وتسريع الخطى، لتحقيق خرق في جدار أزمة الانتخابات الرئاسية، قبل او بعد انتهاء حرب غزّة وتبريد جبهة الجنوب اللبناني، ام يبقى كل شيء مؤجلا لما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة ؟