بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الثاني 2024 12:01ص الشيخ الشهيد صالح العاروري من «طوفان الدم» إلى «طوفان النصر»

حجم الخط
كان القائد الوطني الفلسطيني الكبير الشيخ صالح العاروري (أبو محمد) يتوقع كل ساعة الاستشهاد على طريق سلكه أحب الناس إليه وأقربهم فكراً وجهاداً وأحلاماً كمؤسس حركة حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وكرئيس المكتب السياسي الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وكالآلاف غيرهم من شهداء الحركة، قادة ومجاهدين، كما شهداء المقاومة الفلسطينية بكل تنظيماتها، قادة ومجاهدين، ولكنه كان يدرك أن الطريق الذي سلكه مجاهداً وأسيراً وعقلاً مبدعاً، هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين الذي يستحق كل هذا الدم المتدفق من كافة عروق الوطن الغالي على كل فلسطيني وعربي ومسلم وكل حرّ في العالم.
لكن أن يستشهد أبو محمد في ضاحية الشموخ في بيروت، ومعه هذه الثلّة من إخوانه القادة والمجاهدين، فله أيضاً دلالات وتداعيات بالغة الأهمية.
أبرز دلالات هذا الاستشهاد هو أنه استشهاد «قائد حركة حماس في الضفة الغربية»، في خضم ملحمة «طوفان الأقصى» في غزّة، وعلى الأرض اللبنانية المثخنة بدماء الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين على طريق القدس وفلسطين، هو خير تجسيد لشعار «وحدة الساحات» داخل فلسطين وعلى مستوى الأمّة والإقليم، وهو الهدف الذي كان تحقيقه الشغل الشاغل لأبي محمد الذي أدرك مبكراً أن تحرير فلسطين هو مهمة كل أبناء الأمّة والإقليم، وأن ساحات هذه المعركة هي كل ساحات الأمّة والإقليم.
كان أبو محمد في كل أقواله وأفعاله وحدوياً حتى العظم، وحدوياً على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي وحتى العالمي لأنه يدرك أن تكون مقاوماً حقيقياً هو أن تكون وحدوياً حقيقياً، وأن تكون وحدوياً حقيقياً هو أن تبحث عن المشتركات مع غيرك من أبناء وطنك وأمّتك كي لا تسقط في صراع يحوّل الخلافات القائمة إلى صراعات وحروب.
ولعلّ أفضل ما يقدّموه أبناء فلسطين، والمناضلون على طريق فلسطين، هو أن تتكامل عندهم المقاومة مع الوحدة، لأن انتصار المقاومة رهن بوحدة قواها، ورسوخ الوحدة لا يتم إلّا عبر المقاومة بكل مستوياتها.
وبالإضافة إلى هذه الدلالات، لن تكون تداعيات الرد على اغتيال الشهيد العاروري بعيدة عن مواكبة تلك المعركة التي يخوضها شعب فلسطين وأمّته العربية والإسلامية من أجل تحرير فلسطين التي يحوّل مجاهدوها اليوم «طوفان الدم» الذي أغرق به العدو بلادهم إلى «طوفان النصر» يفتح لهم طريق القدس التي يراها البعض بعيدة ونراها قريبة بإذن الله.